نقلاً عن
نادي المال والاعمال - اسم الدولة: كأس العالم 2010 لا يمكن تصنيفه كأحد أقوى البطولات تاريخيا لكن في نفس الوقت لا يدخل ضمن خيارات الأسوأ، كما أنه لم يسفر عن نجم أوحد يكمن أن نطلق عليه نجم البطولة كما كان يحدث في الماضي مع " بيكنباور 1974" ماريو كمبس 1978، باولو روسي 1982 مارادونا 1986 وهكذا. فمع تغير قوانين اللعبة وشكل الأداء وزيادة الطرق الدفاعية بات صعبا أن يتألق نجم بمفرده ويقود فريقه للمجد مثلما فعلا بيليه وماردونا من قبل، فهاهو لونيل ميسي يفشل في فعل ما فعله مدربه قبل 24 عاما بسبب ميل الأداء للجماعية أكثر من اعتماده على الأداء الفردي المهاري. لكن رغم كل شئ يبقى عدد من النجوم في الذاكرة الكروية، سيتم ربط أسمائهم بمونديال جنوب إفريقيا 2010، و"يوروسبورت عربية" تقدم لزوارها نبذة عن أهم نجوم واكتشافات المونديال الإفريقي.
بالطبع يجب أن تفوز إسبانيا باللقب طالما بين صفوفها ثلاثي لا يمكن أن يكون ضمن فريق واحد ويخسر، الأول هو أفضل حارس في العالم والمونديال وقائد الماتادور إيكر كاسياس الذي أنقذ فريقه من ركلة جزاء لو تم تسجيلها لكانت إسبانيا بعيدة عن اللقب العالمي الأول، وذلك في مباراة باراغواي في دور الـ16.
كما أنه أنقذ انفرادين لآريين روبن في المباراة النهائي لا ينقذهما سوى كاسياس الذي أبعد الكرة بقدمه مستفيدا من طول قامته وكذلك سرعة بديهته. أما الثاني فهو نجم برشلونة وأحسن لاعب في يورو 2008 شابي هيرنانديز، هذا اللاعب لا تشعر به داخل الملعب إلا إذا كان غائبا، فوجوده مؤثر للغاية لكن لا تشعر به من فرط أدائه الهادئ المتزن، فهو يشبه الجندي المجهول الذي يقاتل بثبات دون أي ضوضاء، فلا اعتراضات على حكام أو ما شابه لكنه يمثل خط الدفاع الأول لهجمات المنافسين وكذلك يقوم بدور هجومي مؤثر.
الثالث لا خلاف عليه أنه دافيد فيا نجم برشلونة الجديد وهداف إسبانيا وخليفة راؤول غونزاليس، صاحب الخماسية المونديالية الذي حرمته اللوائح من لقب الهداف، فيا سجل أكثر من نصف أهداف إسبانيا في البطولة ويكفي أن أندريس إنيستا الذي يليه في ترتيب هدافي إسبانيا سجل هدفين فقط أهمهم على الإطلاق هدفه في مرمى هولندا بالنهائي.
ويسلي شنايدر كان يستحق أن يفوز بلقبه الرابع هذا الموسم بسبب خماسيته التاريخية في البطولة وأدائه الثابت على مدار سبع مباريات، كما أن هولندا تستحق أن تعتلي منصة التتويج ولو لمرة واحدة بعد خسارتها في النهائي عامي 1974، 1978. شنايدر توج من قبل مع إنتر ميلان بدوري أبطال أوروبا والدوري والكأس الإيطاليين وكان سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه حال استلامه كأس البطولة الأحد من رئيس جنوب إفريقيا، لكن يكفيه تألقه اللافت طوال مشوار المونديال.
روبن الذي كان مع زميله شنايدر ضمن صفوف ريال مدريد الإسباني في يوما من الأيام وتركهما النادي الملكي بشكل غريب للغاية، نجح في إثبات أن تألقه مع بايرن ميونيخ الموسم الماضي لم يكن صدفة، ولم تمنعه إصابته من التألق خلال البطولة ويكفي أنه بمجرد شفائه من إصابته وعودته للمباريات عاد الأداء الجميل للطاحونة. لكن سيظل الانفراد الذي أنقذه كاسياس بقدمه من تسديدة روبن عالقا في الأذهان باعتباره كان سيقود البرتقالي إلى الكأس الذهبية.
توماس مولر، بالطبع سيظل يذكر جنوب إفريقيا كثيرا لأنها الأرض التي شهدت تألقه مع "المانشافت" وتحقيقه ثلاثة ألقاب مرة واحدة منها اثنين شخصين هما الهداف وأفضل لاعب صاعد. مولر المولد عام 1989 سجل خمسة أهداف وكان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة أسفرت عن أهداف كانت له مفتاح تتويجه بلقب الهداف وكذلك لقب أفضل لاعب صاعد. هذه البطولة كانت البداية الحقيقة لنجم بايرن ميونيخ وأفضل تعويض عن عدم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا مع الفريق البافاري. مسعود أوزيل كذلك ستذكره الجماهير عندما يحين الحديث عن ذكريات جنوب إفريقيا 2010، فهذا الشاب ذو الأصول التركية البالغ من العمر 22 عاما بزغ نجمه بشدة في المونديال الإفريقي رغم أنه سجل هدفا وحيدا خلالها، لكنه كان أحد أهم أعمدة المنتخب الألماني خلال البطولة.
باستيان شفانشتايغر أحد أهم لاعبي ألمانيا وكان مرشحا بقوة للفوز بلقب أحسن لاعب في البطولة لولاعدم لعب ألمانيا المباراة النهائي، كان "شفايني" أحد أكثر اللاعبين عدوا في البطولة وبذلا للجهد ، ويكفي أن القيصر فرانس بيكنباور وصفه بعد مباراة الأرجنتين بأنه أفضل لاعب في البطولة دون منازع لتأتي مباراة إسبانيا لتطيح به خارج الترشيحات.
لا يمكن إغفال دور الثنائي الأورغواياني دييغو فورلان ولويس سواريز، هذا الثنائي الهجومي أعاد للأذهان الثنائيات الهجومية العريقة كالثنائي التشيلي إيفان زامورانو ومارتشيلو سالاس الذي تألق في مونديال فرنسا 1998. اعتماد أوسكار تاباريز على هذا الثنائي طوال المونديال يثبت أنهما قادران على هز شباك أي منافس، بدليل تسجيل فورلان لخمسة أهداف وسواريز ثلاثة مع العلم أن الأخير لم يخض مباراة قبل النهائي أمام هولندا للإيقاف بسبب منعه هدف أكيد في مباراة غانا في لقطة لا تنسى.