كما تلقى المنتخب البرتغالي الذي تأهل إلى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركته الخامسة في النهائيات بعد أعوام 1966 (ثالثا) و1986 و2002 (خرج من الدور الأول) و2006 (رابعاً)، هدفه الأول في النسخة التاسعة عشرة، علماً بأن البرتغاليين حافظوا على نظافة شباكهم في 22 من أصل مباريات الـ27 الأخيرة. وكانت مباراة اليوم المواجهة الأولى بين المنتخبين الأيبيريين في النهائيات، لكنهما تواجها سابقاً في التصفيات المؤهلة إلى النسخة الأولى عام 1930 عندما فازت إسبانيا 9-صفر و2-1، ونسخة 1950 حيث فاز الإسبان أيضا 5-1 ثم تعادلا 2-2، كما تواجها في الدور الأول من كأس أوروبا 1984 فتعادلا 1-1، وفي الدور الأول من كأس أوروبا 2004 عندما فاز البرتغاليون 1-صفر ليحرموا الإسبان من التأهل إلى الدور الثاني.
والتقى الطرفان في 26 مباراة ودية وتتفوق إسبانيا بـ12 فوزا مقابل 10 تعادلات و4 هزائم فقط، ما يعني أن "لا فوريا روخا" يملك أفضلية كبيرة من ناحية مجمل المواجهات المباشرة، حيث فاز 16 مرة، مقابل 12 تعادل و5 هزائم فقط من أصل 32 مباراة. ولم يجر مدرب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي أي تعديل على التشكيلة التي واجهت تشيلي (2-1) في الجولة الأخيرة من الدور الأول حيث لعب تشابي الونسو أساسياً بعد تعافيه من التواء في الكاحل الأيمن، فيما لعب فرناندو توريس كرأس حربة ودافيد فيا على الجهة اليسرى.
أما في الجهة المقابلة فلم يتخل كارلوس كيروش عن حذره الدفاعي كما وعد بعد التعادل مع البرازيل (صفر-صفر) في مباراة دفاعية بحتة لـ"سيليساو داس كويناش"، إذ لعب بخط دفاعي مكون من أربعة حيث لعب بيبي، العائد من الإصابة مؤخراً، منذ البداية لكن أمام الرباعي ريكاردو كوستا وريكاردو كارفالو وبرونو الفيش وفابيو كوينتراو الذي عاد ليشغل مركز الظهير الأيسر بدلاً من دودا بعد أن لعب كجناح أمام البرازيل بهدف إيقاف توغلات مايكون ودانيال الفيش، فيما لعب سيماو أساسياً على الجهة اليمنى وهوغو الميدا كرأس حربة وكريستيانو رونالدو على الجهة اليسرى وراوول ميريليس وتياغو كلاعبي وسط مدافعين، في حين غاب داني عن التشكيلة بعد أن لعب أساسياً أمام البرازيليين.
وأصبح سيماو اليوم أكثر لاعب في البرتغال خوضاً للمباريات في نهائيات كأس العالم، إذا خاض اللاعب البالغ 30 عاماً مباراته الحادية عشرة في المونديال، ليتقدم بفارق مباراة على لويس فيغو الذي لحق به أيضا ريكاردو كارفالو وكريستيانو رونالدو.
وبدأ المنتخب الإسباني المباراة مهاجما منذ البداية وبدا واضحاً أن البرتغاليين لجأوا إلى التكتيك الدفاعي الذي اعتمدوه أمام البرازيل، وكاد "لا فوريا روخا" أن يفتتح التسجيل منذ الدقيقة الثانية عبر توريس الذي أطلق كرة قوية من الجهة اليسرى للمنطقة البرتغالية ما اضطر الحارس ادورادو للتدخل ببراعة من أجل إنقاذ الموقف، ثم تدخل مجدداً بعد دقيقة واحدة ليصد تسديدة بعيدة من الجهة اليسرى وهذه المرة من فيا (3) الذي اختبر الحارس البرتغالي مرة أخرى من الجهة ذاتها لكن من زاوية ضيقة إلا أن حارس براغا تألق مجدداً (5). لكن الوضع تغير تدريجيا وبدأ رجال كيروش يتخلون عن حذرهم دون أن يهددوا مرمى ايكر كاسياس بشكل فعلي خلافاً للإسبان الذين كانوا قريبين مجددا من افتتاح التسجيل بعد ركلة ركنية نفذها تشافي هرنانديز من الجهة اليمنى فوصلت إلى توريس الذي سددها مباشرة قوية فوق العارضة بقليل (12).
ومن أول فرصة واضحة للبرتغاليين كاد لاعب وسط اتلتيكو مدريد تياغو أن يضعهم في المقدمة من كرة صاروخية أطلقها من حوالي 20 متراً تصدى لها كاسياس دون أن يبعدها عن منطقة الخطر فارتقى لها الميدا وحاول أن يضعها برأسه داخل الشباك إلا أن القائد الإسباني تدخل مجدداً ببراعة وابعد الكرة (22)، ثم تدخل مجدداً على ركلة حرة رائعة نفذها زميله في ريال مدريد رونالدو من 35 متراً وكادت أن تفاجئ الحارس الإسباني الذي صدها بصدره دون أن يتمكن من إبعاد الخطر قبل أن يتدخل دفاعه ويشتت الكرة (29). وعاد بعدها أبطال أوروبا وفرضوا سيطرتهم المطلقة على ما تبقى من الشوط الأول لكنهم فشلوا في اختراق التكتل الدفاعي المحكم لرجال كيروش الذين تراجعوا إلى منطقتهم معتمدين على الهجمات المرتدة النادرة جداً.
ولم يتغير الوضع في الشوط الثاني حيث واصل الإسبان سيطرتهم الميدانية دون أن ينجحوا في الوصول إلى مرمى ادواردو، ومن هجمة مرتدة سريعة كاد البرتغاليون أن يفتتحوا التسجيل عندما توغل الميدا في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية حولها بويول بفخذه وكاد أن يخدع حارسه كاسياس لكن الكرة مرت من أمام باب المرمى وواصلت طريقها إلى خارج الملعب (52). وبعدها أجرى المدربان أول تبديلاتهما، فخرج توريس تاركاً مكانه لفرناندو لورنتي، والميدا ودخل مكانه داني (58).
وكاد لورنتي أن يضع إسبانيا في المقدمة من أول لمسة له للكرة بعد عرضية من راموس حولها برأسه لكن ادواردو تعملق وصدها (60)، ثم اتبعها فيا بأخرى من تسديدة صاروخية مرت قريبة جداً من القائم الأيسر (61)، قبل أن ينجح مهاجم برشلونة الجديد في هز الشباك البرتغالية إثر لعبة جماعية بدأها انييستا بتمريره الكرة إلى تشافي الذي حولها بكعبه إلى زميله الجديد في النادي الكاتالوني، فسددها الأخير بيسراه بقوة لكنها ارتدت من الحارس وعادت إليه فتابعها بيمناه ارتطمت بالعارضة وعانقت الشباك (63). وكان الإسبان قريبين من إضافة الهدف الثاني بعد هجمة مرتدة بدأها انييستا قبل أن يمرر الكرة على الجهة اليمنى لراموس المنطلق من الخلف فتلاعب ظهير ريال مدريد بكوينتراو قبل أن يسدد كرة قوية أبعدها ادواردو بصعوبة إلى ركنية (71).
الموقف فزج بليدسون وبدرو منديز بدلاً من سيماو وبيبي (72)، إلا أن شيئا لم يتغير لأن الإسبان واصلوا تفوقهم الميداني وكاد فيا أن يضيف هدفه الشخصي الثاني من كرة صاروخية أطلقها من حوالي 25 متراً لكن ادواردو تألق وأنقذ مرماه (77)، ثم حصل لورنتي بدوره على فرصة بعد تمريرة من فيا بالذات لكن محاولته الرأسية مرت قريبة جدا من القائم الأيسر (87).وتعقدت مهمة البرتغاليين في الدقائق الأخيرة بعدما رفع الحكم الأرجنتيني هكتور بارداسي البطاقة الحمراء في وجه ريكاردو كوستا بسبب توجيهه ضربة بالكوع إلى خوان كابديفيا (89).