وفي المقابل عزز الدنماركيون حظوظهم بعد أن لعب الحظ دوره في الخسارة التي مني بها "داينامايتس" أمام هولندا (صفر-2) في الجولة الأولى لأن الهدف الأول جاء عن طريق النار الصديقة عندما حاول سايمون بولسن أن يشتت الكرة برأسه فارتدت من ظهر زميله دانيال اغر ودخلت الشباك، ثم تكرر السيناريو اليوم لأن الدفاع ارتكب خطأ فادحا وأهدى الكرة للمنتخب الأفريقي الذي افتتح التسجيل منذ الدقيقة 10 عبر هداف إنتر ميلان الإيطالي إيتو، إلا أن مهاجم آرسنال الإنكليزي بندتنر أدرك التعادل لأبطال أوروبا 1992 في الدقيقة 33، ثم نجح روميدال الذي كان أفضل لاعبي اللقاء في تسجيل هدف التقدم والفوز في الدقيقة 61 .وبدا المنتخب الكاميروني بمستوى أفضل بكثير من مباراته الأولى حيث لم يقدم شيئاً يشفع له أمام اليابان رغم التفوق الفني للاعبيه وعلى رأسهم إيتو المتوج بثلاثية الدوري والكأس ومسابقة دوري أبطال أوروبا.ومن المؤكد أن الطرفين كانا مدركين لواقع أن التعادل لا يخدم أي منهما كثيراً، وبالتالي حاولا جاهداً الخروج بنقاط المباراة الثلاث التي كانت في نهاية المطاف للدنمارك التي حافظت على حظوظها في تخطي الدور الثاني في جميع مشاركاتها "النادرة"، وهو الأمر الذي حققته خلال نسخات 1986 و1998 و2002. وكانت مواجهة اليوم الأولى بين المنتخبين على صعيد المسابقات الرسمية، لكنهما تواجها سابقا وديا في مناستين، ففازت الكاميرون في الأولى 2-1 في كوبنهاغن عام 1998، قبل أن تخسر الثانية وبالنتيجة ذاتها وفي العاصمة الدنماركية أيضا عام 2002.
تعديلات على التشكيلتين
وأجرى المدربان تعديلات على التشكيلتين اللتين واجهتا هولندا واليابان في الجولة الأولى، فأشرك مدرب الدنمارك مورتن اولسن يون دل توماسون بعد أن أبقاه على مقاعد الاحتياط في المباراة الأولى ليلعب إلى جانب بندتنر، كما أشرك يسبر غرونيكار منذ البداية على حساب توماس اينيفولدسن، فيما زج نظيره الفرنسي بول لوغوين بالكسندر سونغ منذ البداية إلى جانب اشيل ايمانا وجيريمي نجيتاب، فيما لعب صامويل إيتو إلى جانب بيار ويبو في خط المقدمة. وبدا منتخب "الأسود غير المروضة" مصمما منذ صافرة البداية على محاولة الوصول إلى شباك حارس ستوك سيتي الإنكليزي توماس سورنسن وكانت أولى محاولته في الدقيقة 5 عندما سدد إيتو كرة قوية من خارج المنطقة مرت قريبة من القائم الأيمن، ثم رد رجال اولسن بفرصة عبر دينيس روميدال الذي اختبر حظه أيضا من المسافة البعيدة لكن كرته الصاروخية علت عارضة مرمى حميدو سليمانو (8).
هدف مبكر
ولم ينتظر الكاميرونيون كثيراً لهز شباك سورنسن بعد خطأ فادح من مدافع يوفينتوس الإيطالي كريستيان بولسن الذي قدم الكرة على طبق من فضة إلى ويبو عندما كان يحاول تمريرها إلى زميله، فعسكها الأخير إلى إيتو ليطلقها هداف إنتر ميلان من حدود المنطقة إلى الزاوية اليمنى الأرضية للمرمى الدنماركي (10). وكاد ايمانا أن يعزز تقدم المنتخب الأفريقي بهدف ثان من تسديدة أطلقها من خارج المنقطة لكن محاولته مرت قريبة من القائم الأيمن (13)، ثم حصل الدنماركيون على فرصة ثمينة لإدراك التعادل إلا أن الحارس سليمانو تدخل ببراعة ليقطع الطريق أمام يون دال توماسون الذي كان وحيداً في مواجهة حارس قيصرسبور التركي بعد تمريرة متقنة من روميدال (21).
بندتنر يدرك التعادل
ثم غابت الفرص عن المرميين حتى الدقيقة 33 عندما كسر روميدال مصيدة التسلل بعد تمريرة طويلة متقنة وصلته من منطقة فريقه وتوغل في الجهة اليمنى قبل أن يلعب الكرة على طبق من فضة لبندتنر الذي أودعها الشباك من مسافة قريبة جداً. وكانت الدقائق الثلاث الأخيرة من الشوط الأول مثيرة للغاية إذ حصل أبطال أوروبا 1992 على فرصة ثمينة جداً لخطف التقدم قبل ثلاث دقائق على نهاية الشوط الأول عندما تهيأت الكرة أمام يون دال توماسون والمرمى مشرع أمامه بعد خطأ دفاعي من سونغ فسددها لكن الأخير استدرك الوضع وتدخل في الوقت المناسب لينقذ منتخبه (42)، لتنطلق الهجمة نحو الجهة المقابلة حيث عاند الحظ إيتو وحرمه من الهدف الثاني بعدما ارتدت تسديدته من القائم الأيمن (43)، ثم تدخل سورنسن بعد ثوان معدود لصد تسديدة ايمانا ببراعة، فبقي التعادل سيد الموقف مع نهاية الشوط الأول. وفي بداية الشوط الثاني زج لوغوين لبلاعب وسط ليون الفرنسي جان ماكون الذي كان أساسياً في المباراة الأولى، وذلك بدلاً من لاعب وسط اياكس امستردام الهولندي ايونغ اينوه، فيما لجأ اولسن إلى لاعب وسط فيردر بريمن الألماني دانيال يانسن بدلا من لاعب اودينيزي الإيطالي السابق وارهوس الحالي مارتن يورغنسن.
وبدأ الشوط الثاني من حيث انتهى الأول بفرصة خطيرة جدا للكاميرون عبر رأسية من مبيا لكن سورنسن تألق وابعد الكرة من تحت العارضة (46)، ورد منتخب ال"داينامايتس" بتسديدة صاروخية أطلقها سايمون كياير من خارج المنطقة (51).
روميدال يحرز هدف الفوز
ولم ينتظر الدنماركيون كثيراً ليسجلوا هدف التقدم عبر المتألق روميدال الذي توغل في الجهة اليمنى للمنطقة الكاميرونية وتلاعب بماكون قبل أن يضع الكرة بحنكة في الزاوية اليمنى الأرضية لمرمى سليمانو (61). وحصل توماسون على فرصة توجيه الضربة القاضية للكاميرون عندما انفرد بسليمانو إلا أن الأخير تألق وأنقذ مرماه ببراعة ليبقي فريقه في أجواء المواجهة (71) التي كادت أن تنطلق من نقطة الصفر عندما انفرد ايمانا بسورنسن لكن حارس ستوك سيتي تعملق وحرم الكاميرون من التعادل (77). وواصل إيتو وزملاؤه ضغطهم المستمر على مرمى سورنسن سعيا خلف التعادل الذي لم يتحقق في نهاية المطاف رغم الفرص، لينتهي حلم "أحفاد" روجيه ميلا عند عتبة الدور الأول وليتبخر حلم تكرار ما حققه الأخير عندما قاد "الأسود غير المروضة" إلى ربع النهائي عام 1990 في إيطاليا.