أبرز الانجازات الاقتصادية لمنطقة الرياض - برنامج تطوير طريق الملك عبد الله
( الأثنين 17 رمضان 1430 هـ الموافق 7 سبتمبر 2009 م, الساعة 12:0)
تقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالتخطيط والإعداد للكثير من المشروعات الإستراتيجية التي تخدم سكان مدينة الرياض على المدى القريب والبعيد واضعةً في الاعتبار المستقبل وتحدياته وجميع المتغيرات التي قد تحدث، ومن أهم المشروعات التي تقوم الهيئة بتنفيذها حاليا مشروع تطوير طريق الملك عبد الله.
يعتبر طريق الملك عبد الله من أهم الطرق الداخلية في المملكة وسيشكل بعد اكتماله – بمشيئة الله تعالى – نقلة نوعية في إنشاء الطرق وجزءاً من خطة تطوير شبكة الطرق ونظام النقل والإدارة المرورية في مدينة الرياض. وتسعى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى تحويل طريق الملك عبد الله إلى طريق حضري مميز وعصب نشاط رئيسي في المدينة، وفقاً للمخطط الاستراتيجي الشامل الذي وضعته الهيئة. ومن المتوقع أن يحدث الطريق تغييراً في حركة المرور في اتجاهي الشرق والغرب بمدينة الرياض، وأن يساعد كذلك على تخفيف الضغط الكبير الذي تشهده المدينة في طرقها وشوارعها الداخلية، وذلك بعد إتمامه وتحويله إلى بيئة عمرانية واقتصادية وإنسانية متميزة.
أهداف تصميمية:
ركز تصميم المرحلة الأولى من خطة تطوير طريق الملك عبدالله على تحقيق مجموعة من الأهداف من أهمها:
· تحويل الطريق إلى طريق حر الحركة للسيارات.
· زيادة الطاقة الاستيعابية للطريق ليخدم ما يزيد عن 520 ألف سيارة يومياً بدلاً من 190 ألف سيارة تستخدمه في الوقت الحالي.
· تحسين مستوى انسيابية وسلامة الحركة المرورية على الطريق.
· تحويل الطريق إلى بيئة عمرانية واقتصادية مميزة تتلاءم مع دوره كعصب نشاط رئيسي.
· تهيئة الطريق لاستيعاب خط القطار الكهربائي والمحطات الخاصة به مستقبلاً.
· استيعاب أنظمة الإدارة المرورية المتقدمة.
العمل في المشروع:
يجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير طريق الملك عبد الله في الجزء الممتد من غرب طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول إلى شرق طريق الملك عبد العزيز بمسافة قدرها 5,1 كيلومتر.
ويشتمل نطاق العمل في المشروع على إنشاء ثلاثة مسارات للطريق الرئيسي وعدة مسارات لطرق الخدمة في كل اتجاه مع زيادة عددها عند التقاطعات والمداخل والمخارج من الطريق الرئيسي وإليه، إلى جانب مسار بعرض عشرة أمتار وسط الطريق الرئيسي لاستيعاب خط القطار الكهربائي المُزمع إنشاؤه مستقبلاً.
كما يشتمل المشروع على تنفيذ ثلاثة أنفاق طول كل منها (185) متراً عند تقاطع الطريق مع كل من طريق الأمير تركي بن عبد العزيز (الأول) وشارع التخصصي وطريق الملك عبد العزيز، ونفق رابع مغلق بطول 700 متر من غرب طريق الملك فهد حتى شرق شارع العليا. وستحتوي المنطقة فوق هذا النفق على طرق خدمة ومسطحات خضراء ومناطق مفتوحة وساحات سيتم استخدامها مستقبلاً لمحطة القطار الرئيسية.
وسيتضمن نطاق العمل أيضاً إنشاء جسور للمشاة وشبكات الخدمات الخاصة بالطريق، من كهرباء ومياه وتصريف سيول وإنارة وأنظمة للسلامة في الأنفاق ونظام الإدارة المــرورية ونظام المراقبة والتحكم والنظام التوجيهي والإرشادي، إلى جانب أعمال التشجير والرصف وتنسيق المواقع، حيث سيتم تكثيف الزراعة والتشجير على كامل الطريق للتقليل من التلوث البيئي الناجم عن انبعاث غاز أول أكسيد الكربون من المركبات المستخدمة للطريق، فضلاً عن تنفيذ شبكات المرافق العامة التي تشمل الكهرباء والمياه وتصريف السيول والصرف الصحي والاتصالات المُغذية للأحياء المحيطة بالطريق.
بيئة عمرانية متكاملة:
لن يقتصر تطوير الطريق على الجانب المروري فقط وإنما سيتم التعامل معه كبيئة عمرانية متكاملة تهتم بكافة الجوانب ذات الصلة الإنسانية والجمالية والبيئية. وستتم مراعاة متطلبات حركة المشاة والمتسوقين في المنطقة التي تتمثل في توفير أرصفة فسيحة روعي فيها توفير الممرات المظللة بالأشجار واستخدام الألوان المناسبة الأرضيات، كما روعي تحديد المواقع الملائمة لأماكن الجلوس وأماكن انتظار الحافلات وسيارات الأجرة وكذلك تمييز المواقع الملائمة باللوحات الإرشادية والدعائية، مما سيساهم في جذب السكان لمنطقة التسوق المحيطة بالطريق وتشجيع مزاولة رياضة المشي ضمن بيئة مميزة، مع مراعاة نوعية وحجم الإضاءة الليلية المناسبة لأرصفة المشاة وتمييزها عن تلك المستخدمة لإضاءة الطريق، حيث تم تصميم الإضاءة واختيار وحداتها بشكل يتناسب مع عناصر التصميم العمراني الأخرى لتحقيق المطلب الوظيفي والجمالي في آن واحد.
ولتأكيد الربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للطريق، وتسهيل تنقل المتسوقين بشكل آمن وميسر فقد أكد التصميم على استغلال المنطقة المغطاة من الطريق كمنطقة عبور للمشاة بعيداً عن حركة المركبات السريعة واشتمل على مناطق خضراء ومشجرة تحيط بساحة عامة قريبة من محطة القطارات المركزية على تقاطع طريق الملك عبد الله مع شارع العليا وهي تعمل على استيعاب حركة ركاب القطار أثناء وصولهم إلى المحطة وتأمين المواقف الكافية لسيارات الأجرة.
نظم للإدارة المرورية:
تشكل الإدارة المرورية عنصراً مهماً في تصميم الطريق وأحد أهداف التصميم التي يرمي إلى تحقيقها على أرض الواقع، وتتمثل في تجهيز الطريق لاحتضان وتشغيل نظم الإدارة المرورية المتقدمة، حيث تم وضع التوجهات العامة لتطبيق هذا الجانب من أجل الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للطريق ورفع مستوى السلامة المرورية عليه وذلك باستخدام اللوحات الإرشادية متغيرة الرسائل، ووضع نظام إشارات متكامل على طول طرق الخدمة، ومراقبة الحركة المرورية عند التقاطعات وعلى امتداد الطريق بواسطة كاميرات المراقبة ونظام التحكم بالمداخل والمخارج وتطبيق نظام إدارة المواقف.
خفض تكلفة المشروع:
تم طرح عقد تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الشاملة لتطوير طريق الملك عبد الله في مناقصة عامة، وعلى إثرها تمت دراسة كافة العروض المقدمة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، من عدد كبير من المقاولين السعوديين وغير السعوديين، وجرى ترسية المشروع على الشركة التي تقدمت بأقل العروض وهي شركة سعودي أوجيه.
ورغبة من الهيئة في تخفيض قيمة تكاليف المشروع ليكون في حدود الميزانية المطروحة، تم إجراء بعض التعديلات الطفيفة بما لا يمس جوهر المشروع، حيث استطاعت الهيئة تخفيض التكاليف بما يتوافق مع الميزانية، وسيتم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع خلال ثلاث سنوات –بمشيئة الله تعالى – وفق الخطط والاستراتجيات المرصودة لتطويره.
خطة لتحويل الحركة:
تأخذ المرحلة التنفيذية للمشروع في الاعتبار انسياب حركة المرور وعدم إعاقتها أثناء التنفيذ، الأمر الذي يتطلب الكثير من الإجراءات والتحويلات والترتيبات المؤقتة لضمان انسيابية المرور أثناء تنفيذ المشروع وخاصة عند تقاطع الطريق مع طريقي الملك فهد والملك عبد العزيز وشارع العليا ذات الكثافة المرورية العالية، حيث يستلزم تنفيذ المشروع الحفر بكميات هائلة والقيام بإعادة بناء لكل الخدمات التي تقع تحت الطريق والتي تخدم الأحياء المجاورة وذلك لتناقضها مع مناسيب وارتفاعات الطريق الجديد.
مشروع القطار الكهربائي:
وضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في اعتبارها عند التخطيط لمشروع طريق الملك عبد الله مشروع القطار الكهربائي الذي تعتزم الهيئة تنفيذه في المستقبل القريب، حيث راعت تهيئة الطريق لاستيعاب خط القطار والمحطات الخاصة به، بشكل يضمن عدم وجود أي نوع من التعديلات أو التغييرات في حال انطلاق مشروع القطار الكهربائي. وقد خصصت الهيئة مساحة في وسط الطريق بعرض 10 أمتار لاستيعاب القطار الكهربائي وذلك في خطوة منها لتعزيز وجود وسائل النقل العامة والحد من الاعتماد الكلي على السيارات في تنقلات الأفراد داخل المدينة.
وتشتمل المرحلة الأولى من مشروع القطار الكهربائي على محورين رئيسيين هما: محور شارع العليا-البطحاء:
يمتد هذا المحور من الطريق الدائري الشمالي إلى الطريق الدائري الجنوبي ثم مركز النقل العام بطول 25كم، وسوف يربط هذا المحور مركز الملك عبد الله المالي شمال المدينة بوسط المدينة ويخدم هذا المحور عصب الأنشطة الحضرية الرئيسي بالمدينة ويمر بجوار منشآت وأنشطة ذات جذب مروري عال مثل أسواق العويس وأسوق طيبة وأسواق الأندلس وبرج المملكة ومجمع العقارية التجاري وبرج الفيصلية وحديقة ومكتبة الملك فهد ووزارة الشئون البلدية والقروية ووزارة الداخلية. كذلك يخدم هذا المسار مركز الملك عبد العزيز التاريخي والمجمعات التجارية على شارع الملك فيصل وأسواق البطحاء ومركز النقل العام بالمدينة. كذلك فإن هذا المسار يعتبر من الطرق الرديفة لطريق الملك فهد السريع مما سيؤدي إلى مساندة هذا الطريق في توفير الانتقال بين شمال المدينة وجنوبها, وسيمتد المسار مسافة 14 كم في نفق تحت سطح الأرض وحوالي 8 كم على جسر مرتفع فيما سيمتد مسافة 3 كم على سطح الأرض, وقد روعي في تصميم المسار فصل حركة القطارات عن حركة المركبات وذلك للمحافظة على انسيابية الحركة المرورية على طول المحور ولتجنب التأثيرات السلبية على الأنشطة التجارية والحكومية المطلة على المحور.
محور طريق الملك عبد الله:
يمتد هذا المحور بطول 16 كم من طريق الملك خالد غرباً حتى طريق خالد بن الوليد شرقاً ويمثل هذا المحور عصب الأنشطة الحضرية باتجاه شرق- غرب، ويخدم جميع الأنشطة المطلة على طريق الملك عبد الله وخاصة الأنشطة ذات الجذب المروري العالي مثل جامعة الملك سعود وجامعة الأمير سلطان بن عبد العزيز ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التربية والتعليم ومركز المعارض وعدد من المجمعات التجارية الكبيرة. يتمتع طريق الملك عبد الله وامتداده شرقاً بحرم واسع تم تخصيص جزء منه لمسار ومرافق النقل العام.
وسيتم تزويد القطار الكهربائي بمدينة الرياض بأحدث ما توصلت إليه تقنية تصنيع عربات القطار الكهربائي في العالم, كما يمكن فصل العربات من الداخل لاستيعاب ثلاث فئات للخدمة مع توفير فئة خاصة بالعائلات, كما تتيح العربات خدمات الاتصال ونقل وتبادل المعلومات للركاب.
تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 16000 راكب في الساعة لكل محور أي ما يعادل 320 ألف راكب في اليوم لمجموع المحورين.
وقد أوضحت الدراسات التحليلية الخاصة بمدينة الرياض أن تشغيل القطار الكهربائي على محور العليا-البطحاء ومحور طريق الملك عبد الله بن عبد العزيز سوف يعود بفوائد كثيرة تفوق في قيمتها المادية تكلفة المشروع بأربع مرات.
ما تم إنجازه:
تم بعون الله حتي الآن إنهاء أكثر من 30 في المائة من الأعمال، حيث تم مؤخراً افتتاح المسار العلوي لتقاطع طريق التخصصي مع طريق الملك عبدالله بالإضافة لفتح حركة السير في تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الملك عبدالله شمالاً وجنوباً، وذلك بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ الجزء العلوي من النفق.
الأشهر القليلة الماضية شهدت الانتهاء من تشييد الجدران الاستنادية والأسقف العلوية لتقاطع الطريق مع طريقي الملك عبد العزيز والتخصصي وفقاً للتصاميم المعدة للمشروع، والتي تتضمن مناطق مفتوحة فوق التقاطعين، تشتمل على مسطحات خضراء وساحات ومناظر جمالية، كما جرى البدء في تنفيذ النفق الأطول في الطريق من المنطقة التي تقع إلى الغرب من تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق الملك فهد، ويمتد إلى ما بعد تقاطع الطريق مع شارع العليا بطول يبلغ 700 متر.
ومن شأن فتح حركة السير في تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الملك عبدالله في اتجاهي الشمال والجنوب، زيادة انسياب الحركة المرورية في المنطقة، وخاصة في الاتجاهين الشمالي والجنوبي، حيث سترتفع الطاقة الاستيعابية للطريق إلى 80 ألف سيارة في اليوم بمعدل 40 ألف سيارة لكل مسار خلال المرحلة المؤقتة المقبلة من مراحل مشروع تطوير الطريق، ويتوقع من هذه الخطوة تخفيف العبء على مستخدمي طريق الملك عبدالله للقادمين من الشرق أو الغرب، مع الإبقاء على الحركة المرورية في هذين الاتجاهين وفق التوزيع الحالي، حتى موعد فتح الحركة الحرة لهذين الاتجاهين.
كما قامت هيئة تطوير الرياض مؤخراً بتحديد وتشييد أجزاء من مسار خط القطار الكهربائي علي طريق الملك عبد الله، إذ جرى تشييد مسار الخط عند تقاطعي طريق الملك عبد الله مع كل من تقاطع طريق التخصصي وطريق الملك عبد العزيز بمستوى منخفض تحت مستوى الأرض، فيما جرى تشييد جزء من مسار خط القطار على مستوى الأرض في المناطق المحاذية لتقاطع الطريق مع طريق الملك فهد وشارع العليا، ومن المقرر أن يعلو مسار القطار في هذه المنطقة إلى مستوى سطح الأرض. وتفاوتت مساحة مسار خط القطار على طول امتداد الطريق، حيث تراوح مساحة المسار بين ثمانية و 17 مترا، بسبب حاجة المسار إلى مساحات أكبر في مواقع محطات الدخول والخروج.