نقلا عن
نادى المال والاعمال - دبى - الرياضه: قبيل أن يُفضّ سباق الهجن؛ تعلن أسماء الفائزين، ويكون الجمهور المتابع للسباق على موعد مع مشهد جميل مؤثر يكافئ به المضمّر أو مالك الهجن ناقته أو جمله الفائز بالناموس عبر تتويجها بإكليل من الأعشاب طيبة الشذى، ووضع خلطة الزعفران فوق رأسها وطلائه بها لتفوح منها رائحة الزعفران وينتشر شذاها. وبحسب محمد المنصوري- مضمّر هجن منذ 33 عاماً: “يتم تحضير خلطة الزعفران قبيل انتهاء السباق، وهو تقليد شائع ومتوارث منذ زمن بعيد، إذ تطحن أعشاب الزعفران وتخلط بماء الورد لطلي رؤوس الهجن (جمل أو ناقة) تكريماً لفوزها بالناموس- المركز الأول، وكذلك الفائزات بالمركزين الثاني والثالث، فيختفي تعب الركض والإجهاد الذي تعاني منه الفائزة خلال دقائق بعد وضع الزعفران لأنه يقوم بفتح المسام ويبرد جسمها، فضلاً عن إحساسها بالفوز والفخر أن ما من مطية سبقتها”.
تمر الهجن الفائزة بالناموس بمراحل عديدة قبيل تتويجها بوضع الزعفران على رأسها وعنقها، حيث يتم إعدادها للسباق من خلال تدريب متواصل يستمر لشهور طويلة ومراحل يشير إليها علي بن سالم بن هياي- مالك ومضمّر هجن منذ 22 عاماً: “تخضع الهجن لبرنامج تدريبي وغذائي في العزبة المخصصة لتدريبها، حيث يتم إعدادها للسباقات واستحاق الفوز ونيل الجوائز والناموس. إذ يبدأ التدريب بمرحلة (المشي، الخبيب، المغار، التفحيم) وتتطلب كل مرحلة تدريب شهر كامل أو أكثر كي تتقنها (الناقة- الجمل) وحين تصل إلى مرحلة “المركاض” وتنجزه بيسر ومهارة، فهذا يعني أنها باتت مستعدة لخوض السباقات والمنافسة على المركز الأول ونيل الجوائز. لكنها تحتاج لتحقيق ذلك أن تصحو من نومها قبيل الخامسة صباحاً ليبدأ يومها الحافل بالتدريب والتغذية والرعاية وتناول أطعمة مخصصة لها، أهمها: الجت، والشعير، والحشيش، والتمر، والماء والحليب والعسل، وخلطة غذائية خاصة، تتناولها على دفعات إلى أن تنهي يومها قبيل التاسعة مساء بالنوم في “شبك” خاص بها داخل المزرعة”.
في المقابل ترتبط ساعات يوم المضمّر ببرنامج الهجن وساعات نومها وصحوها ومأكلها وتدريبها واستراحتها.. في ذلك يقول علي بن سالم بن هياي: “لا يختلف برنامج المضمّر عن هجنه كثيراً، فمن طلب العلا سهر الليالي، حيث يظل المضمّر متنبهاً إلى الهجن طيلة اليوم، وقد يقوم على تدريب أكثر من ناقة في اليوم الواحد. ويحرص غالباً على تكميمها باللثام كي لا تأكل الرمال والأتربة المنتشرة في أرجاء المزرعة أو ميادين التدريب، كما يتم توثيق القدمين لئلا تركض دون مضمّرها وتهرب، لذا هما عمليتان ضروريتان خلال تدريب الهجن حرصاً على صحتها الجسدية. ونضع لها خلال السباق شداداً يربط به الرجل الآلي “الركّاب” وكذلك لحافاً ليسبب تعرقها خلال التحمئة في التدريب والسباق، بحيث تدرك أن ارتداءها اللحاف يعني دخولها مرحلة التدريب فتتهيأ جيداً”.