صراع لا يخص متسابقين فقط بل وراءهما فريقين قويين قادران على إبعاد جميع المنافسين وحماية قائديهما شليك وكونتدور. الخطط والتكيتيكات التي يحملها المديران الرياضيان للفريقين في جعبتيهما ستكونان على المحك في أولى مراحل جبال البيرني، حيث تنتهي المرحلة بمرتفع بور دو بولير الخارج عن التصنيف والبالغة مسافته 15ر5 كيلومتر، ثم هبوط حاد على مسافة حوالي 20 كليومتر، قبل الصعود 7ر8 كيلومترلقمة إكس 3 دومين والمصنفة في الدرجة الأولى.
أستانا سجلت بعض النقط في المرحلتين الأخيرتين، حيث استعاد كونتدور 10 ثواني من شليك في المرحلة الحادية عشر، قبل أن يخطف فينو الفوز في المرحلة الماضية. وسبق معنوي قلل منه أندي شليك وفريقه معتبرا أن البيرني في كل الحالات سيكون حاسما للفوز باللقب خصوصا وأن اللوكسبورغي رغم تقدمه في الترتيب يحتاج للهجوم والتقدم لكسب المزيد من الوقت عن منافسه لتجاوز ضعفه في السباق ضد الساعة.بينما كونتدور يكفيه مراقبة منافسه وعدم تضييع الوقت، فهو يملك فرصة حسم اللقب في المرحلة قبل الأخيرة خلال سباق ضد الساعة حيث يتجاوز خصمه بكثير
سيكون من العبث الإيمان أن الصراع سيكون فقط ثنائي بين شليك وكونتدور، فباقي المرشحين لازالوا في الميدان يملكون كل الحظوظ للفوز النهائي. الإسباني صامويل سانشيز الثالث والروسي دينيس مونشيف الرابع والبلجيكي يورغان فون ديربروك الخامس والأمريكي ليفي ليبهايمر السادس، لازال بإمكانهم الحلم باللقب، فارق دقيقتين و45 ثانية الذي يتأخر به سانشيز و4 دقائق و6 ثواني الذي يتخلف به ليبهايمر سهل تذويبه في مرحلة واحدة من جبال البيرني، فما بالك بأربع مراحل.
ما سيقدمه باقي المرشحين من جهد قد يصب في صالح أحد المرشحين خصوصا في حال أي مواجهة مباشرة بينهما. لكن لابد من الحديث عن رغبة متسابقين آخرين لتحقيق شيء يذكرهم به طواف فرنسا في نسخته الحالية، كالإيطالي إيفان باسو والأسترالي كاديل إيفنس والإسباني كارلوس ساستري. أما أرمسترونغ فسيركز جهوده لمساعدة ليبهايمر للوصول لمنصة التتويج في باريس.
خارج إطار المنافسة تجرى حرب ضروس في الكواليس بين الفرق القوية لاستمالة بعض المتسابقين الجيدين، وفي ظل صعوبة الاتصال المباشر يبقى الهاتف النقال الوسيلة الأولى لجس نبض المعنيين، بالإضافة لاستغلال العلاقات الجيدة بين المتسابقين خلال المرحلة وتوجيه أسئلة مباشرة عن مستقبلهم الرياضي.
وتظهر الفرق التي لم تجد محتضنا بعد في طريقها لخسارة نجومها كالفريق الإسباني كيس ديباغن والفريق الفرنسي بيبوكس واللذان في طريقهما لخسارة نجوم كالإسباني سانشيز ليون والبيلاروسي فازيل كيرينكا والفرنسي دو موفيل. وينطلق موسم الانتقالات في الدراجات بداية سبتمبر بعد آخر طواف كبير وهو طواف إسبانيا.