دبي تؤكد مكانتها وجهة سياحية مفـــضّلة في الشرق الأوسط
استأثرت دبي بحصة ربما تكون الأكبر من التدفقات السياحية على مختلف الوجهات العربية خلال عطلة عيد الفطر الماضي، في وقت أظهرت فيه إحصاءات شركة «طيران الإمارات» زيادة كبيرة في أعداد المسافرين على متن رحلاتها إلى مطار دبي الدولي خلال فترة العيد.
وأظهرت إحصاءات صادرة عن الجهات المعنية في الإمارة، زيادة لافتة في أعداد الزوار العرب والأجانب الذين اختاروا الإمارة، مقارنة بأعداد زائري العام الماضي، مبينة أن الجانب الأكبر من السياحة الخارجية الوافدة إلى دبي خلال فترة العيد، جاء من دول الخليج.
وأكد المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في بيان له، أمس، أن التسوّق لم يعد العنصر الوحيد المشجّع على زيارة دبي، مع تمتعها بعناصر جذب تحولت إلى أيقونات سياحية عالمية مثل «برج خليفة»، وفندق «برج العرب»، و«جزيرة النخلة»، مشدداً على عنصر الأمن والأمان في بلد يضم بين جنباته أناس ينتمون إلى أكثر من 200 جنسية مختلفة.
ولفت إلى أن إحصاءات دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي للنصف الأول من العام الجاري، أظهرت نجاح دبي في استقطاب أكثر من 5.5 ملايين زائر، فيما بلغ المتوسط الكلي لنسبة الإشغال في الفنادق من فئة خمس وأربع وثلاث نجوم 86% خلال عطلة عيد الفطر، واحتفظت معدلات الإشغال الفندقي بقوتها خلال الأيام التي أعقبت العيد، قاربت في مجملها نسبة 90%.
سياحة عائلية
وتفصيلاً، أكد المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في بيان له، أمس، أن السياحة العائلية شكلت الشق الأكبر من زوار دبي خلال عطلة عيد الفطر الماضي، وذلك في ضوء ما تتمتع به الإمارات من مقومات جذب، وما توفره دبي من خيارات فندقية وترفيهية، وخدمية رفيعة المستوى وعالية الجودة، وواسعة التنوع لتلاقي تطلعت مختلف شرائح الزوار، وتتناسب مع الفئات العمرية كل.
وأفاد المكتب في بيانه بأن الجانب الأعظم من السياحة الخارجية الوافدة إلى دبي خلال فترة العيد، جاء من دول الخليج العربية، نظراً إلى التقارب الجغرافي، والتسهيلات الكبيرة التي تتيحها الإمارات للزائرين عبر مختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية، فيما حققت أعداد الزائرين من بقية الدول العربية ارتفاعاً ملحوظاً، مع زيادة القدرة التنافسية لدبي في قطاع السياحة، في ضوء الرؤية الطموحة للإمارة، نحو رفع معدل إسهام القطاع في اقتصادها المحلي، باستهداف زيادة التدفقات السياحية إلي الإمارة من مختلف فئاتها، وصولاً إلى 20 مليون سائح بحلول عام 2020.
وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي، أن المتوسط الكلي لنسبة الإشغال في فنادق من فئة خمس وأربع وثلاث نجوم بلغ 86%، ما يؤكد سير دبي على النهج الصحيح في اتجاه تحقيق رؤيتها لواقع ومستقبل قطاع السياحة، باعتباره رافداً حيوياً ورئيساً لاقتصادها المحلي.
وأوضحت الدائرة أن نجاح دبي في استقطاب تلك الأعداد من الزوار في توقيت عُرف سابقاً بأنه من أبطأ المواسم السياحية حركة، وأقلها إقبالاً ـ نظراً إلى ارتفاع حرارة الصيف في منطقة الخليج عموماً خلال هذا الموسم – يُعتبر برهاناً جلياً على فاعلية النهج الذي تسير عليه الإمارة في تعظيم المردود السياحي وأثره في تعزيز الاقتصاد، مدعومة في ذلك بسلسلة من عناصر النجاح ومواضع القوة التي تؤهلها بجدارة للوصول إلى أهدافها المنشودة.
استراتيجية ترويجية
وقال المدير العام لدائرة السياحة والترويج التجاري في دبي، هلال سعيد المري، إن «إحصاءات الدائرة للنصف الأول من العام الجاري، أظهرت نجاح دبي في استقطاب أكثر من 5.5 ملايين زائر خلال تلك الفترة، ما يُعد مؤشراً مطمئناً على السير في الاتجاه الصحيح، وبخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف المرجوّة على المديين المتوسط والبعيد».
وحول معدلات الزيادة في أعداد الزوار لدبي خلال فترة عيد الفطر وفصل الصيف عموماً، أكد المري أن «الزيادة برهان عملي لنجاح استراتيجيتنا الترويجية محددة الأهداف والمساقات، لاسيما على صعيد جذب السياحة العائلية التي تُعد من أهم القطاعات التي نركّز عليها، مع تنامي سمعة دبي وجهة مفضلة للعائلات لقضاء عطلاتهم، بفضل ما تقدمه من خيارات تناسب أفراد العائلة، وتلبي تطلعات مختلف الفئات العمرية».
وأشار إلى أن «حملة (الصيف.. حتماً دبي) كان لها أثر كبير في تحقيق هذا النمو الإيجابي في مستويات التدفق السياحي خلال هذا الموسم، في حين لم تشكّل درجات الحرارة عائقاً أمام زوار دبي الراغبين في الاستمتاع بما تقدمه لضيوفها من خيارات واسعة، سواء من ناحية المرافق الخدمية عالية الكفاءة، والمنشآت الفندقية الراقية والمتنوعة، ومراكز التسوق عالمية المستوى، والأنشطة الترويحية التي تناسب الأطفال والكبار على حد سواء».
نسب الإشغال
ووفقاً للبيان، وصلت نسبة إشغال الفنادق من فئة خمس نجوم خلال أيام عيد الفطر، وتحديداً خلال الفترة من الثامن إلى 10 من أغسطس الجاري إلى 76%، بينما سجلت الفنادق من فئة أربع نجوم إشغالاً نسبته 77%، مقابل إشغال قدره 87% للفنادق من فئة ثلاث نجوم عن الفترة نفسها، في وقت شهدت فيه الشقق الفندقية الفاخرة إقبالاً لافتاً خلال العيد، كونها خياراً مفضلاً لدى كثير من العائلات، إذ وصلت نسبة الإشغال فيها إلى 86%.
وأشارت إحصاءات المنشئات الفندقية في دبي على اختلاف فئاتها، أن عدد نزلائها خلال أيام عيد الفطر الثلاثة فقط بلغ نحو 77 ألف شخص.
وأبرزت إحصاءات دائرة السياحة احتفاظ معدلات الإشغال الفندقي في دبي بقوتها خلال الأيام التي أعقبت عيد الفطر مباشرة، قاربت في مجملها نسبة 90%، إذ شهد يوم الأحد التالي لعطلة نهاية الأسبوع، والتي تزامنت مع عطلة عيد الفطر، طفرة كبيرة في نسبة الإشغال قفزت إلى 95% في فنادق فئة ثلاث نجوم، و87% لفئة أربع نجوم، و80% للفنادق من فئة خمس نجوم، فيما بلغ معدل الإشغال في الشقق الفندقية الفاخرة 93%.
«طيران الإمارات»
إلى ذلك، أظهرت إحصاءات شركة «طيران الإمارات» زيادة كبيرة في أعداد المسافرين على متن رحلاتها إلى مطار دبي الدولي خلال فترة العيد من مختلف أنحاء العالم.
وكشف الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول «طيران الإمارات» للعمليات التجارية لمنطقة الشرق الأوسط والخليج وإيران، أن «أعداد الركاب خلال عيد الفطر شهدت نسبة زيادة قوية بلغت 18% مقارنة بالفترة ذاتها خلال العام الماضي».
وقال المعلا إنه «يتضح من ملاءة المقاعد على رحلات (طيران الإمارات)، التي يزيد معدلها عن 80% على مدار العام، أن تدفق الزوار على دبي أصبح منتظماً وفي نمو مستمر، مع وجود طفرات تشهدها أعدادهم في مناسبات معينة، ومنها الأعياد، ومواسم الإجازات، وانعقاد المناسبات والفعاليات الكبرى، مثل المعارض، والمؤتمرات، والبطولات الرياضية، الدولية»، لافتاً إلى أن سجلات الحجوزات توضح أن معدل إقامة الزوار في دبي خلال هذه العطلة، خصوصاً العائلات، يدور حول معدل سبعة أيام.
وأكد أن «الشركة شغلت عدداً من الرحلات الإضافية قبيل وخلال عطلة عيد الفطر، لتلبية الطلب الكبير على السفر إلى دبي، إذ خصصت ست رحلات إضافية لنقل الزوار من مدينة جدة السعودية، وأربع رحلات من الكويت، ورحلتين من الرياض».
وذكر إن «(طيران الإمارات) لاتزال تعمل لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، والتي تتضمن ربط دبي والإمارات مع شركائها التجاريين الرئيسيين، واجتذاب وتطوير شركاء جدد، والإسهام في تطوير مكانة دبي مركزاً إقليمياً للتجارة والسياحة، وتقديم أفضل الخدمات على كل خط تعمل عليه».
وجهات الزوار
سجلت دول مجلس التعاون الخليجي، أكبر نمو في أعداد الزوار الذين وصلوا إلى دبي خلال عطلة عيد الفطر، وتصدرت مدينة جدّة السعودية محطات «طيران الإمارات» في هذا الصدد، مسجلة نمواً بنسبة 12% مقارنة بالعام الماضي. وجاءت الكويت في المرتبة الثانية بزيادة نسبتها 8%، تليها العاصمة البريطانية، لندن، إذ سجل عدد الزوار على رحلات «طيران الإمارات» من مطار هيثرو نمواً بنسبة 7%.
خيارات متنوعة
وأكد المكتب الإعلامي أن التنوع الكبير عزز من جاذبية دبي، خصوصاً للسياحة العائلية، وذلك في ما تضعه بين يدي الزائر من خيارات للترويح والترفيه، وما تقدمه لأفراد الأسرة من سبل الاستمتاع بعطلة يجدون فيها كل ما ينشدونه من سبل الراحة والاسترخاء وما يصبون إليه من أنشطة متنوعة وفعاليات تناسب مختلف الفئات العمرية.
ولفت إلى أن من أبرز مقومات الجذب التي طالما اشتهرت بها دبي، «التسوق» الذي أصبحت تتربع على عرشه، بفضل مجموعة من المراكز التجارية الراقية التي تمثل مصدر منافسة قوية لنظيراتها في غرب العالم وشرقه، إذ تتوافر بين جنباتها أحدث الموضات وأشهر الماركات العالمية والمطاعم، ودور للعرض السينمائي المجهزة بأحدث التقنيات، وغيرها من الخدمات والمرافق التي توفر لرواد تلك المراكز أعلى درجات الراحة والرفاهية.