مجلة نادي المال والأعمال - معارض -- افتتح الوزير الفنان فاروق حسني مساء 23 مايو / آيار الماضي يرافقه الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون البصرية بوزارة الثقافة صالون الشباب الحادي والعشرين. وقد أثارت الدورة الحالية للصالون عددا من الملاحظات ، كما كشفت عن حقائق من الجدير الوقوف أمامها لكونها تمس مجتمعنا المصري.
فمن جهة فاق عدد العارضات الإناث عدد العارضين الذكور بفارق كبير وملحوظ، وهو انعكاس لحالة المجتمع المصري في الوقت الحاضر الذي تزيد فيه نسبة الإناث عن نسبة الذكور، وهو أمر يحدث في المجتمعات التي لا تتهددها مباشرة أخطار الحروب، بينما في ظروف الكوارث والحروب فعادة ما ينقلب الوضع فتزداد أعداد مواليد الذكور عن الإناث.
اختلال النسبة المشار إليها تتسبب في تفاقم ظاهرة عنوسة الإناث، وما تنطوي عليه من مشكلات اجتماعية معقدة, ونفسية ضاغطة، وقد بدا ذلك واضحا في غالبية أعمال الفنانات والموضوعات التي تناولنها، إذ عكست كلها أحلامهن في البحث عن زوج، والشعور بالوحدة، والإحباط وخيبة الأمل في العثور علي شريك مناسب يأنسن إليه.
ورغم جرأة الموضوعات والأفكار التي تناولتها الفنانات الشابات والتي يمكن تصنيفها في خانة الموضوعات الليبرالية، إلا أن الغالبية العظمي منهن محجبات، وتقديري أن ذلك مؤشر علي ازدواج فكري وصراع داخلي يعتمل في نفوسهن، وأنهن لم يصلن بعد إلي الوضع السليم الذي تتوازن فيه المعتقدات الدينية مع حقائق الحياة العصرية.
كما ترجع قله أعداد الفنانين الشبان العارضين – في تقديري - إلي إحجامهم عن اقتحام مجال الفنون البصرية، واتجاههم إلي مجالات أخرى بخلاف الفن ربما يكون الكسب فيها مضمونا وأوفر حظا ، ضمن مؤشرات قلة الطلب في سوق العمالة .
وفي العرض الحالي للصالون كانت الغلبة لاستخدام الوسائط الالكترونية للتعبير علي حساب اللوحات التقليدية - التي تواجدت ولم تختفي، فقد طغت أعمال الفيديو والتجهيزات الالكترونية وكانت الأكثر جذبا للجمهور.
و أصبح جمهور المتلقين أكثر استساغة للأنماط الحداثية للفنون البصرية، فقد صار متذوقو الفن أكثر ايجابية في الانفعال مع الحداثة، وتغيرت رؤيتهم للعمل الفني من حالة المتلقي السلبي الذي ينتظر من الفنان أن يقدم له الحقيقة، إلي حالة المتلقي الايجابي الذي يشارك بفكره في البحث عن الحقيقة.
ويلاحظ كذلك أن غاية الفنون البصرية - في عصرنا الحديث - هي التعبير عما حولنا وعن الأفكار التي تجول بأذهاننا، والتعبير الناجح هو الذي يصل إلي قلوب الجمهور، فإذا راعينا أن مجتمعنا اليوم أصبح أكثر من نصفه من الشباب، فإن ما يستهويهم ويجذبهم هو أن نخاطبهم بالتقنية الجديدة التي تسود أركان العالم كله، ومن هنا فإن التجهيزات في الفراغ واستخدام الفيديو، وفن البرفورمانس أصبحت مألوفة، بل سيزداد استخدامها بشكل أوسع مستقبلا.
ويعد استخدام اللغة المكتوبة كوسيط للتعبير الفني البصري من بين الأساليب الحديثة التي ظهرت في العالم المتقدم منذ ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ونجد في العرض الحالي لصالون الشباب توسعا في استخدام اللغة جزءا من العمل البصري، لقد صارت الكلمات جزءا لا يتجزأ في بعض الأعمال بدونها يفقد الفنان قدرته علي إيصال الرسالة التي يبغيها.