نقلاً عن
نادي المال والاعمال - ماليزيا :
يقدم معرض الخط العربي الذي تنظمه جامعة الملايو في كوالالمبور مجموعة من اللوحات المتنوعة تحمل في مضمونها المعنى الروحي الذي تم اختياره عنوانا للمعرض "مناجاة المداد".
يقام المعرض على مدار شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني ويشارك فيه نحو 25 خطاطا ماليزيا قدموا عددا من اللوحات احتوت في مجملها آيات من القرآن الكريم أو أحاديث نبوية أو أدعية مأثورة, تبعث في نفس الزائر قدرا من السكينة والطمأنينة، أراده منظمو المعرض والقائمون عليه.
ويؤكد المعرض على اهتمام الماليزيين باللغة العربية لكونها لغة القرآن وهي الحاضنة لتعاليم الدين الإسلامي, فضلا عن كونه رسالة روحية ودعوة للتأمل تظهر واضحة من خلال اختيار اللوحات المعروضة كما أوضحت نور أزلينا بنت حمدون إحدى المشاركات في المعرض والمشرفة عليه.
تنويع مبتكر
وقدم الخطاطون المشاركون في المعرض عددا من اللوحات التقليدية للخط العربي بأنواعه المختلفة, كما حمل بعضها تجديدا وتنويعا مبتكرا مزج بين فنون الخط العربي وبعض الفنون الدارجة في الثقافة الملايوية أو حتى الصينية.
وتم عرض لوحات جمعت بين فن مزج الألوان المعروف في الملايو باسم "الباتيك" والخط العربي على أشكال نباتات تعددت فيها الألوان الزاهية والصاخبة.
كما عرضت لوحات كتب فيها الخط العربي بنكهة الخط الصيني حيث بدت فيها الكلمات العربية مجتمعة على شكل المقاطع الصينية وهو ما اعتبره محمد أنيس عبد الصمد أمين متحف الملايو بالجامعة تطويرا للخط العربي ليتناسب مع الذائقة الآسيوية.
وأوضح مراسلنا أن الخط العربي ليس غريبا على ماليزيا حيث انتشر الحرف العربي في جزر أرخبيل الملايو مع دخول الإسلام إليها, كما انتشر ما عرف بالخط الجاوي الذي كان مستخدما إلى فترة الاستعمار الإنجليزي في ماليزيا والهولندي في إندونيسيا حيث استبدل بالحرف العربي اللاتيني.
واحتوى المعرض على قطع لمنحوتات صخرية وقطع فخار وخزف كتب عليها بالخط العربي يتم تقديمها هديا راقية عند الماليزيين.
مقبرة فاطمة
ويعتبر الخط أول الآثار الدالة على دخول الإسلام إلى المنطقة, ودلت على ذلك منقوشات الخط العربي الكوفي التي وجدت في مقبرة فاطمة بنت ميمون بمدينة قارسك في جاوة الشرقية في القرن الحادي عشر الميلادي كما أشار المؤرخ البروفسور حسن معرف الأنباري.
كما اكتسب الخط العربي أهمية بالغة وانتشر استخدامه بوصفه خطا راقيا لكتابة السير الذاتية ونصوص القانون والعقود, وسكت به العملة القديمة وكتبت به ديباجات رسائل الولاة والحكام, ثم ازداد انتشاره لتكتب به اللغات المحلية كالسندوية والجاوية بإندونيسيا والملايوية في ماليزيا.