نقلاً عن
نادي المال والاعمال - باريس - وكالات: كلّ مجوهرة لدى كارتييه Cartier احتفالية أحلام جميلة من أحجار كريمة وماس، مرصّعة بالحرفية العالية والترف المبدع والأناقة الفاخرة. ولا تنفكّ هذه الدار الفرنسية العريقة تذهلنا بقطع استثنائية جديدة من مجوهراتها الراقية. فيها الحفر والنحت، وفيها الترصيع الحرفي الدقيق، وفيها المواد الأفخر والأحجار الأكثر ندرة، لتستحقّ عن جدارة ما كُتب فيها: «ملكة صنّاع المجوهرات، وصانعة مجوهرات الملوك». في معرض تجّار التحف في فرنسا، تشارك دار كارتييهCartier بأكثر من ستين قطعة مجوهرات راقية استثنائية أنيقة مترفة تظهر أكثر ريادة هذه الدار وحرفيتها الرفيعة.
«الماس، منبع كل علوم الهندسة، في صرخته الداخلية ألوان قوس القزح السبعة»، بهذه الكلمات المعبّرة أعلن الشاعر بول كلوديل عن غرامه المفرط بالماس، واستشهد بنصّه هذا السيد كارتييه مؤسس الدار الأشهر في عالم صناعة المجوهرات الراقية، مترجماً هذا النصّ الى قطع فريدة متألّقة حالمة لا مثيل لها. وهو ما تقوم به الدار، مجموعة بعد مجموعة، قطعة بعد قطعة، حلماً بعد حلم، فصلاً بعد فصل في قصّة غرامها الأبدية بالماس والأحجار الكريمة. في مجموعتها الجديدة التي تعرضها في معرض تجّار التحف Biennale des Antiquaires في فرنسا، تركّز الدار على قطع تعكس أسلوب كارتييه The Cartier Style.
وتمّ استيحاء المجموعة التي تضمّ أكثر من ستين قطعة راقية، من مصادر ومواضيع متجدّدة أهمها الطبيعة بأنهارها وطيورها وحيواناتها خصوصاً النمر الذي بات رمزاً للدار. وتجلّى في القطع حبّ النحت الممزوج بالترصيع الحرفي الراقي، إذ تمتزج في بعض القطع منحوتات خشبية بالذهب والأحجار الكريمة والماس. وترصّعت المجموعة بعقود وخواتم وأقراط مرصّعة بأحجار كريمة بألوان فرحة كالأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي البني وغيرها. يمكن القول ان المعروضات تطبعها القدرة المذهلة على الإبتكار المشعّ، وتتألق في درر تخطف القلوب ومجوهرات احتفالية ومجسّمات كائنات من عالم الحيوان الممزوجة بعوالم الإنسان، وساعات غامضة، وآنية قيّمة وعلب من الجاد ومحابر من الكريستال... هذه مجموعة من الحلي التي يتنافس فيها الأسلوب مع متطلّبات التركيب والتحديد الدقيق للأشكال وطلبات الزبائن.
تقول مديرة مشغل تصميم الحلي الراقية في دار كارتييه جاكلين كاراتشي ان كلّ قطعة مجوهرة في المجموعة صمّمت كي تتزيّن بها المرأة، وتختال بها رغم كون هذه القطع تصلح لأن تشكّل مجموعة تخصّص للعرض، من هنا جاءت مشاركتها في معرض تجّار التحف. كلّ قطعة وراء تصميمها حكاية خاصّة، يقرأها كلّ منّا على طريقته ويرى فيها ما يحبّ أن يراه، وتفتح له مجالات واسعة للحلم والتألّق. وقد فرضت طبيعة الأحجار والمواد المستخدمة، بطريقة أو بأخرى، الخطوط العريضة لكلّ تصميم.
وتتحدّث كاراتشي عن طريقة عملها على رأس مشغل تصميم الحلي الراقية في دار كارتييه التي انضمّت إليها قبل 26 عاماً، فتقول:« عندما نبدأ العمل على مجموعة جديدة، أشدّ الرحال وأسافر بحثاً عن الأحجار والماسات واللآلئ الأندر والأكثر قيمة، ثم نروح نمزج الحجارة الواحد مع الآخر وفق انسجامها بعضها مع بعض، قبل أن يفرض حجم هذه الأحجار وطبيعتها وندرتها التقنيّة الملائمة لشغلها الذي لا يزال يحتفظ بالطابع الحرفي التقليدي في مشغل يضمّ نحو 200 حرفي أصيل. ويستغرق العمل على قطعة حلي واحدة أقلّه 1500 ساعة، ويصل عدد ساعات العمل على بعض القطع الى آلاف عدة، وفق تصميم القطعة وعدد الأحجار التي تحويها وأسلوب ترصيعها. والجدير ذكره أن كل القطع المصمّمة حديثاً هي قطع متحرّكة تلبس بشرة المرأة، وهو ما تفرضه طبيعة حياة المرأة العصرية التي تتمتّع بحرّية الحركة والتنقل. من هنا حاجتها إلى قطعة مجوهرات تشعر بأنها جزء منها وليست عبئاً يحيط بعنقها أو بمعصمها. كذلك فإن التصاميم الحديثة كالنساء لها أطباعها وأحلامها وتخيّلاتها وواقعها، وما على المرأة إلا أن تختار من المجموعة ما يلائم شخصيتها وأهواءها ومزاجها».
وتتحدّث عن قيمة كل مجوهرة من مجموعة المجوهرات الراقية لدى كارتييه، فتقول أنها تزداد يوماً بعد يوم، خصوصاً أن هذه القطع فريدة من نوعها ولا تتكرّر مرتين. وتنوّه بالزبونات العربيات الوفيّات لدار كارتييه والعاشقات لكلّ ما هو مبدع وجميل، فهنّ منفتحات جداً على التصاميم الفنية غير التقليدية والأحجار غير المألوفة، مما يتيح أمام العاملين في مشغل تصميم الحلي الراقية في الدار مزيداً من الحرية والإبداع. وما يساعد هؤلاء الزبونات المميّزات على شراء قطع بهذا الحجم وهذه القيمة، هو وفرة المناسبات التي ينظّمنها ويدعين إليها في مجتمعاتهنّ من أعراس أميرية وملكية إلى الحفلات الخيرية والسهرات العائلية الخاصّة، حيث تتنافس النساء على ارتداء الأجمل والأكثر تميّزاً. وتدافع كاراتشي عن مهنة تصميم المجوهرات الراقية وتنفيذها، فتقول إن زبوناتها في ازدياد دائم، لحسن الحظ، وبينهنّ الكثير من الشابات المثقفات والثريّات اللواتي يقدّرن قيمة التزيّن بهذه القطع الإستثنائية التي هي في الوقت نفسه إستثمار في محلّه لا يفقد قيد أنملة من الثمن المدفوع فيه، لا بل على العكس يزداد قيمة مع مرور الوقت إذ يصبح قطعاً تحفاً نادرة الوجود. |