السياسة الداخلية
فى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز...
استقرار - اصلاحات - ازدهار
|
لك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- منجزات ضخمة وتحولات كبرى, في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والعمرانية والتعليمية.
وكان للملك عبدالله -حفظه الله-دور بارز في إرساء دعائم العمل السياسي على المستوى الداخلي والخارجي. فالملك عبدالله -حفظه الله-مارس الحكم والإدارة منذ سنوات عديدة, وبرزت قيادته وحنكته السياسية في السنوات العشر الأخيرة إلى أن تسلم مقاليد الحكم, فقاد بلاده بنفس الحنكة والقدرات السياسية التي يتمتع بها, وأظهر جوانب كبيرة منها منذ أن كان ولياً للعهد. لقد تولى الملك عبدالله -حفظه الله- إدارة البلاد منذ أن داهم المرض أخاه الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- فكان هو السند والعضد الذي سار بالسفينة في بحر تتلاطم فيه أمواج الصراعات والتحالفات والتوترات, ويموج بالأفكار والإيديولوجيات والعقائد المختلفة. وعندما آلت المسؤولية بالكامل للملك عبدالله -حفظه الله-ودانت له قيادة المملكة العربية السعودية, كانت بلاده تواجه حملات عاصفة واتهامات باطلة من خارجها، بل إن المملكة كانت مهددة في أمنها واستقرارها من قوى الخارج ومن إرهاب الداخل. ولكن هذا القائد المحنك استطاع بحنكته ومهارته في القيادة أن يجنب بلاده خطر الخارج والداخل, ونجح الملك عبدالله, في تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي, وأصبح للمملكة وجود أعمق في الساحة الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وبنجاح المملكة في محاربة الإرهاب وبتحقيق الاستقرار الداخلي, أصبحت محل ثقة العالم, وشكلت عنصر دفع قوي للقضايا الإقليمية والعربية والإسلامية في دوائر الحوار العالمي على اختلاف دوله ومنظماته ومؤسساته.
لقد كانت المملكة مثل غيرها من دول المنطقة هدفاً لأنياب شرسة ومؤمرات طالت بشرورها المنطقة بكاملها, واستعصت فيها مشكلات عديدة. ووضح للعيان أن الملك عبدالله -حفظه الله-عليه أن يحارب في أكثر من جبهة. قوى خارجية تريد الانقضاض على بلاده, وإرهاب داخلي يستهدف أمن واستقرار مملكته. لكن هذا القائد استطاع أن يقود هذه المعارك ببسالة أثارت الإعجاب, وزادت من التفاف شعب المملكة حول مليكه, وفي الوقت نفسه فإن إدارة الملك عبدالله للأزمات أسقطت مخططات النفوذ اليهودي المتوغل في الإدارة الأمريكية, والذي كان يدفع باتجاه المصادمة مع المملكة وجرها إلى مصير العراق وأفغانستان والصومال وغيرها. وكلنا يتذكر تلك التهديدات التي خرجت من بعض رجالات السياسة المتهورين الذين هددوا بضرب مكة المكرمة والمدينة المنورة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
الملك عبدالله -حفظه الله-
صورة من قريب
من العناصر الأساسية لشخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-هذا الامتداد الراسخ للتاريخ والمبادئ لهذه الدولة الرشيدة, ولأسلافه الذين صنعوا التاريخ والأمجاد في أرض الجزيرة العربية, التي شهدت قيام المملكة العربية السعودية دولة إسلامية راسخة, تطبق شرع الله, وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين, وتقود العمل العربي الإسلامي الإنساني بهذا الرصيد التاريخي والحضاري.
لقد وصف رجال السياسة العرب والعجم الملك عبدالله, بالعديد من الصفات تكشف جميعها عن شخصيته القيادية وحنكته السياسية وقدرته الفذة في إدارة وقيادة بلاده, فهذا الملك العربي يتمتع بذكاء فطري يدرك به أغوار السياسة مع إلمام جمّ بما يجري من حوله, كما أنه يتميز بوفائه لدينه ومبادئ إسلامه, ويعتز بتاريخ أمته ومسيرة والده المؤسس الملك عبدالعزيز-يرحمه الله-. وإلى جانب ذلك صراحته ووضوحه وحسمه في كل ما يخص الداخل والخارج, وتواضعه الجم الذي جعله قريباً جداً من شعبه ومن الناس. يوصف الملك عبدالله-حفظه الله-, بأنه عروبي نشيط ينتقد السياسات الغربية التي لا تراعي مصالح الأمتين العربية والإسلامية. كما يوصف بأنه يقدم المصالح الوطنية على ما عداها ويهتم في الوقت ذاته بتنمية العلاقات بين الدول الصديقة ويحمل هموم أمته على الدوام.
ومن بين ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية عن شخصية الملك عبدالله-حفظه الله-, إبان توليه مقاليد الحكم أنه صاحب مبادئ راسخة لا يغيرها بتغير السياسة. وأنه مخلص وصادق, ولا يحمل ضغينة ضد أحد من الناس, وليس في أجندته السياسية أو الشخصية خطط للإضرار بالآخرين, أو التدخل في شؤونهم. ويومها تحدث الناس عن عناوين بارزة في جدول أعمال الملك عبدالله-حفظه الله-كان على رأسها إصلاح المؤسسات العامة والخاصة عبر برنامج شامل للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الملك عبدالله-حفظه الله- منذ أن كان ولياً للعهد أسهم في تنفيذ برامج إصلاحية واسعة, ومنها ترسيخ الشفافية في عمل المؤسسات الحكومية, وتوسعة الحوار الوطني, وتقوية حسن المواطنة والتدرج في المشاركة الوطنية. ومن هذه الإصلاحات إطلاق جرعات موزونة ومحسوبة لحريات سياسية واجتماعية وإعلامية ومن ذلك حفظ حقوق الإنسان.
الملك عبدالله والسياسة الداخلية:
شهدت المملكة العديد من الإنجازات السياسية الداخلية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- وهو العهد الذي بدأ منذ أن كان ولياً للعهد. وقاد الملك عبدالله حركة إصلاحات كبيرة وأسس لما يمكن تسميته باتساق السياستين الداخلية والخارجية, وتنطلق رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في ضرورة إحداث العديد من التغيرات والإصلاحات داخل المملكة, من كون المملكة عضواً بارزاً في الأسرة الدولية, وهي إحدى الدول المحورية في منطقة الخليج, وفي الدائرة العربية والإصلاحية. ولها تأثيرها الواضح في عدد من القضايا الإقليمية فضلاً عن مكانة المملكة العالمية على المستوى الاقتصادي. ولهذا حظي التغيير الإصلاحي السياسي الذي تشهده المملكة منذ تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم باهتمام كافة المراقبين والمحللين انطلاقاً من دور المملكة في إحداث التوازن في سوق وأسعار النفط عالمياً, وتأثيرها على مجريات الأحداث في المنطقة ومشاركتها في القرار الدولي.
وإدراكاً من القيادة السعودية لهذه المتغيرات والتطورات, ورغبة في التأقلم معها بما يعظم من المصالح السعودية الاستراتيجية, ويقلل من أي خسائر محتملة نتيجة هذه التطورات, فقد آلي الملك عبدالله -حفظه الله- على نفسه بضرورة بناء دولة عصرية حديثة, وتنفيذ عدد من الإصلاحات السياسية المدعومة بإصلاحات اقتصادية وأمنية.
وأظهر خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله- تصوراته لعملية الإصلاح السياسي هذه في كلمته لدى افتتاح أعمال مجلس الشورى عندما قال: إننا لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير. سوف نستمر في عملية التطور وتعميق الحوار الوطني, وتحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد, والقضاء على الروتين ورفع كفاءة العمل الحكومي, والاستفادة بجهود كل العاملين المخلصين من رجال ونساء في إطار التدرج المعتدل المتماشي مع رغبات المجتمع المنسجمة مع الشريعة الإسلامية, كما أكد أن عملية التنمية لا يمكن أن تتم إلا في جو من الأمن والأمان، ومن ثم جدد العزم للقضاء على الفئة الضالة.
وبعيداً عن تعقيدات الإجراءات السياسية التي تعيق عملية التواصل بين الحاكم والمحكوم ورث أبناء الملك عبدالعزيز-يرحمه الله- عنه تقليداً عربياً أصيلاً هو سياسة الباب المفتوح, فالملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-مثل إخوانه ملوك المملكة السابقين يطبق هذه السياسة, ويحرص عليها ويسعده أن يلتقي أسبوعياً بمواطنيه وأن يسمع منهم ويحادثهم وجهاً لوجه في أسلوب ديموقراطي, يكاد لا يوجد إلا في المملكة العربية السعودية. وقد أثارت سياسة الباب المفتوح إعجاب بعض الكتاب الغربيين والأمريكيين خصوصاً, الذين أتيح لهم أن يحضروا هذه المجالس ورأوا ولاحظوا كيف تكون العلاقة بين الحاكم ومواطنيه علاقة محبة وولاء وثقة.
كما أن الملك عبدالله-حفظه الله- استحدث نهجاً سياسياً جديداً في المملكة مارسه وهو ولي للعهد, واستمر عليه بعد بيعته ملكاً على البلاد, هذا الأسلوب هو امتداد لحرص الملك عبدالله-حفظه الله- على اللقاء بشعبه وتفقد أحواله والوقوف على مشكلاته بنفسه. فقد اعتمد الملك عبدالله آلية الجولات الداخلية والحوار المباشر مع المواطنين؛ للتوقف على واقع ما يواجهونه من مشكلات. والأمر لا يتوقف فقط عند ذلك فقد اعتاد الملك عبدالله-حفظه الله- أن يصدر قراراته وتوجيهاته بحل المشكلات خلال هذه الجولات, وفي إحدى جولاته أصدر أوامره بالتسديد عن الموقوفين في الحقوق المالية الخاصة ممن عليهم ديون أو ديات ثبت عجزهم عن أدائها.
وفي إطار هذه الآليات السياسية أيضاً يسعى الملك عبدالله-حفظه الله-إلى معالجة مسألة التعددية, والإقرار بالأطياف الموجودة في المجتمع, وتأكيد الوحدة الوطنية بين طوائف الشعب المختلفة. وفي أول زيارة من نوعها لملك سعودي لمدينة القصيم, أكد الملك عبدالله -حفظه الله-على ضرورة إرساء مبدأ المساواة بين المواطنين, وعدم التمييز بينهم بسبب الانتماء السياسي أو الفكري أو المذهبي وقال وقتها: أصارحكم القول أنني لا أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.
الشورى أحد ركائز الحكم:
ومن جهة أخرى فقد عاش الملك عبدالله خطوة بخطوة إجراءات إنشاء مجلس الشورى في المملكة منذ عام 1993 م, وعمل مع أخيه الملك فهد-يرحمه الله- على إرساء هذا المبدأ الإسلامي الأصيل الذي يقابله في العصر الحديث في الممارسات السياسية ما يعرف بالبرلمانات الديمقراطية, الملك عبدالله-حفظه الله- يؤمن بأن الشورى في الإسلام تقوم على الحرية والعدالة والمساواة بين البشر, وعلى ضرورة التعاون بين الأمم والشعوب, ونبذ العداوات والخلافات.
وقد استقبلت الدوائر السياسية العربية الإسلامية في ذلك الوقت قرار المملكة بإنشاء نظام الشورى بترحيب كبير. واعتبرت ذلك انطلاقة جديدة ورحبة على طريق التطور السياسي الذي تعيشه السعودية. وهو الذي يسهم في مسيرة عملية التطوير في المجالات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بشكل عام.
الحوار الوطني في المملكة:
يكمن مدلول الحوار الوطني في تأكيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-على حق الاختلاف ولكن في الإطار الوطني, وضمن أصول وتقاليد الحوار والمصلحة العليا للبلاد.
والحوار الوطني منهج سياسي يؤمن به الملك عبدالله-حفظه الله-, ويمارسه مع شعبه ومواطنيه عندما يلتقي بهم, أو يزورهم في أماكنهم أو يشاركهم مناسباتهم، ولإشاعة ثقافة الحوار في المجتمع السعودي, وجعله ممارسة يومية في حياة الناس, وبين الشعب ومؤسسات الدولة ومسؤوليها, ثم إنشاء مركز الحوار الوطني الذي يحمل اسم الملك عبدالعزيز-يرحمه الله-, وهو المركز الذي أنجز 7 جولات للحوار الوطني منذ عام 2003م وحتى عام 2007م,وتناولت هذه الجولات قضايا مختلفة ذات أبعاد إصلاحية, وفي مقدمة ذلك تعميق ثقافة الاعتدال, وتطوير التعليم, ودور المرأة والشباب والمجتمع المدني.
والملك عبدالله-حفظه الله- مصمم على الوقوف بقوة ضد التطرف الديني والفكري, وهو يردد دائماً: إننا الأمة الوسطية في كل شيء, ومن اختار التطرف والتشدد نبذناه نبذ المجذوم, وقد شهد العالم بصدق وحزم سياسة الملك عبدالله-حفظه الله- من أجل محاربة الإرهاب بكل أنواعه, وبدأت هذه السياسة تؤتي نتائجها بفضل الله.
إنجازات سياسية وإصلاحات داخلية:
ومن أهم الإصلاحات السياسية التي أجراها الملك عبدالله-حفظه الله- تشكيل هيئة البيعة, وإصداره أمراً بنظامها وتعديل المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم, لتنص على أن تتم الدعوة لمبايعة الملك واختيار ولي العهد وفقاً لنظام هيئة البيعة, وتتكون الهيئة من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل-يرحمه الله-, ويرأس الهيئة أكبر الأعضاء سناً من أبناء الملك المؤسس وينوب عنه الذي يليه.
وفي عهد الملك عبدالله-حفظه الله- أجرت المملكة خلال عام 2005م, أول انتخابات لاختيار نصف عدد أعضاء المجالس البلدية, وامتدت آليات الانتخابات من البلديات إلى المجالس المهنية, ومجالس الغرف التجارية, والاتحادات الرياضية وأخيراً إلى المجالس الطلابية. ولا شك أن تعميم تلك الآليات في مؤسسات الدولة السعودية يعد من أهم مؤشرات التحول السياسي, الذي يقوده الملك عبدالله-حفظه الله-, وإضافة إلى ذلك فلا يزال الملك عبدالله-حفظه الله- يولي اهتماماً كبيراً بقضيتي المرأة وحقوق الإنسان, باعتبارهما من قضايا الجدل التي لا تخلو منها تقارير المنظمات الدولية المعنية بتلك القضايا. فشاركت المرأة في الحوار الوطني ودخلت انتخابات المجالس المهنية, وشغلت العضوية في مجالس الغرف التجارية, وفُتحت أمامها مجالات للعمل ربما كانت مغلقة في السابق. واستقبل الملك عبدالله في أكثر من مرة وفود نسائية. ودخلت المرأة السعودية مجلس الشورى كمستشارات في المجلس. وفي عهد الملك عبدالله -حفظه الله- مثلت المرأة السعودية بلدها في الاجتماعات والمحافل البرلمانية الدولية, وغير ذلك من الإصلاحات التي أشادت بها وسائل الإعلام العربية والغربية.
وفي هذا الاتجاه من الإصلاحات السياسية صدر قرار بإنشاء هيئة للصحفيين لأول مرة عام 2003, ويحرص الملك عبدالله-حفظه الله- على العناية بهذا الجانب وصولاً بالحرية السياسية والفكرية والإعلامية إلى مستوياتها التي تحقق مصالح البلاد والمواطنين, في حدود المبادئ والقيم التي لا تتعارض مع شريعة الإسلام.
قضية حقوق الإنسان في المملكةهذه القضية من أخطر القضايا التي استطاع الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- أن يتعامل معها بحنكته السياسية وخبرته في الحكم, فالقضية تعني الكثير بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تحكم بشريعة الإسلام, ويسير نظامها وفق مبادئه وقيمه, فالغرب بمفكريه وسياسييه وإعلامه يثير هذه القضية في وجه المملكة, وفق اعتبارات غربية بحتة تنظر للحريات على أنها مطلقة, وليست مقيدة, ومن هنا فهم وفق اعتباراتهم يعدون تطبيق الشريعة مخالفاً للحريات, ويعدون إقامة الحدود مضاداً لحرية الإنسان, وغير ذلك من الاعتبارات.
لكن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-استطاعت أن تثبت للعالم أن الإسلام الذي تطبقه المملكة هو دين الحريات, ودين العدل واحترام كرامة الإنسان. وتأكيداً لذلك سارعت المملكة إلى الانضمام إلى اتفاقيات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان ومن ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (عام 1997م), واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (عام2000م), والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل (عام1999م), بالإضافة إلى انضمام المملكة إلى خمس من اتفاقيات منظمة العمل الدولية الثمان المعنية بحقوق الإنسان. وبطبيعة الحال فإن خصوصية المملكة بوصفها دولة إسلامية تضع مبادئ الإسلام وتشريعاته في مقدمة القوانين, والتشريعات البشرية تحفظت على بعض بنود هذه الاتفاقيات.
كذلك أسرعت المملكة في عهد الملك عبدالله إلى إنشاء هيئة حقوق الإنسان في شهر سبتمبر عام 2005م, وتضم في عضويتها (41) عضواً بينهم (10) أعضاء من النساء. ويدخل في اختصاص هذه الهيئة الرصد والمتابعة واستقبال الشكاوى. وزارت الهيئة سجوناً في أماكن مختلفة من المملكة للاطلاع على أحوال السجناء, ونشرت آراءها حيال العديد من القضايا التي تفاعلت معها منذ إنشائها.
وفي هذا الاتجاه سمحت الحكومة السعودية في ديسمبر 2006, باستقبال بعثة من «هيومان رايتس ووتش» لتقصي الحقائق في المملكة, استغرقت أربعة أسابيع, وأتيح لها لقاءات موسعة مع العديد من المسؤولين وزيارة بعض السجون. الأمر الذي يؤكد ثقة المملكة في إجراءاتها الإصلاحية, وإن كان المسؤولون يعتبرون هذه الإجراءات هي بدايات على طريق طويل من الإصلاحات, الذي بدأه الملك عبدالله-حفظه الله- ويؤكد على استمراره.
ودعماً للانتماء والوحدة الوطنية سمح الملك عبدالله-حفظه الله- ولأول مرة بالاحتفال باليوم الوطني للبلاد, وهو أمر يعد تجديداً غير معتاد داخل المملكة, وبعد أن كان الأمر يقتصر على احتفالات السفارات السعودية في الخارج بهذا اليوم, أراد الملك عبدالله-حفظه الله- أن يشارك الشعب في هذه الاحتفالية وأن يعطل العمل الحكومي والخاص في هذا اليوم, لإتاحة الفرحة للجميع كي يتذكروا يوم توحيد وتأسيس المملكة, وهو يوم لا شك أنه عزيز على قلب كل سعودي.
|