الملك فهد بن عبـد العـزيـز آل سـعود - طيب الله ثراه -

ملك المملكة العربية السعودية من عام 1402 إلى عام 1426 هـ
قلب التنمية السعودية

ولد الملك فهد بن عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1343 هـ, وكان معلمه الأول والده الملك عبدالعزيزحيث إكتسب منه كثيراً من الصفات, وتأثر بشخصيته تأثراً كبيراً. وقد تلقى علومه الأولى في المدرسة التي أنشأها الملك عبدالعزيز لتعليم أولاده, ثم إلتحق بالمعهد العلمي السعودي الذي يعنى بتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية.
كانت أول مهمة رسمية يتولاها الملك فهد-يرحمه الله- عندما أُختير عضواً في وفد المملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة في نيويورك للتوقيع على ميثاقها, وإفتتاح أعمالها عام1365هـ، وكان الوفد برئاسة الأمير فيصل وزير الخارجية, ثم رأس الملك فهد وفد المملكة الذي شارك في إحتفالات تتويج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عام 1373هـ.
وفي نفس العام صدر المرسوم الملكي في 24 ديسمبر1953هـ, بإنشاء وزارة المعارف وتعيين الملك فهد وزيراً لها فكان بذلك أول وزير للمعارف, في تاريخ المملكة, وكانت فترة توليه وزارة المعارف علامة مميزة في تاريخ تطورالتعليم, الذي نلمس معطياته ونتائجه اليوم في وجود ملايين المواطنين المتعلمين والمؤهلين أكاديمياً.
وحين تولى وزارة الداخلية أرسى دعائم إحدى ركيزتين من ركائز التطور وهي نقلة وزارة الداخلية إلى العصر الحديث وإستكمال مقوماتها، ومن ثم إقامة الأمن والإستقرار اللذان لا تطور ولا إزدهار بدونهما, ثم كان موقعه نائباً ثانياً لمجلس الوزراء, ثم ولياً للعهد, ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء منذ الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام 1395هـ, بالإضافة لرئاسته للعديد من المجالس العليا التي تغطي أهم قطاعات الحياة في المملكة, وكل ذلك أكسب الملك فهد خبرة شاملة بكل أمور الحكم والإدارة وممارسة عملية لمسؤولياته القيادية التي تجمع العلم إلى العمل, والحسم إلى الحكمة, والنظرة البعيدة للمستقبل.
وعندما توفي الملك خالد, بويع الملك فهد بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد, وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد في 21 شعبان 1402هـ. وهكذا إستكمل الملك فهد ما كان بدأه مع أخيه الملك خالد من تنفيذ مشاريع البنية الأساسية العملاقة, التي تمثلت في تطوير المدن والقرى وإنشاء شبكات الطرق والجسور والأنفاق والإتصالات, والتوسع في إنشاء محطات تحلية المياه المالحة, وتطوير الزراعة وإنشاء بنوك التنمية العقارية, وإنشاء وتطوير الموانئ والمطارات الدولية والإقليمية, والتوسع في إنشاء المدارس بمعدل مدرسة يومياً إلى آخر ذلك من الإنجازات.

توليه مناصب قيادية -طيب الله ثراه - أكسبه فضائل العلم مع العمل, والحزم مع الحكمة, والنظرة البعيدة للمستقبل

وكانت المهمة الصعبة التي قادها الملك فهد بنجاح من موقعه ملكاً للبلاد, هي إستمرار خطط التنمية بدون توقف, وتصحيح مسار الاقتصاد الوطني ليعتمد على نفسه في نموه بدلاً من الإعتماد الكلي على موارد البترول, وظهر إهتمام الملك فهد وحرصه على كل ما يخدم المسلمين في كل مكان. ووقفت المملكة في عهده إلى جانب المسلمين في كل مكان بدعمهم وتقديم المساعدات لمن يحتاجها منهم. ولعل أهم ما شهده عهد الملك فهد من إنجازات على هذا المستوى, هو توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي وتطوير المشاعر المقدسة. وكانت حقبة الملك فهد هي حقبة لبناء والإصلاح, حيث واصل مسيرة إعادة ترتيب أمور الدولة وإستكمال سن نظمها. وأصدر الأنظمة الرئيسية (النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق ونظام مجلس الشورى وتحديث نظام مجلس الوزراء). وفي عهد الملك فهد أضحت المملكة العربية السعودية من أهم القوى المؤثرة في الساحة العالمية .