يتعين على غير الأميركيين ما بين 14 إلى 79 عاما عند دخولهم الولايات المتحدة، أخذ بصمات أصابعهم في المطار أو المرفأ للتأكد من هوياتهم وضمان عدم تشكيلهم تهديدا أمنيا. لكن كيف سيكون الحال إذا كنت بدون بصمات؟
تلك هي الورطة التي واجهت مريضا سنغافوريا مصابا بالسرطان تسبب دواء علاجه الكيميائي في تقشير حاد لجلد يديه وقدميه، مما أدى إلى محو بصماته.
ويتعاطي المريض (62 عاما) دواء اسمه زيلودا -المستخدم في أميركا لعلاج سرطان الثدي والقولون والمستقيم- لسرطان الرأس والعنق الذي امتد إلى عظامه والصدر والبطن. وتسببت الأعراض الجانبية للدواء في نشوء ما يعرف بمتلازمة اليد والقدم التي تسبب تقشر جلد اليدين والقدمين.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من العلاج بهذا الدواء، سافر المريض إلى الولايات المتحدة لزيارة أقاربه واحتجز في المطار من قبل مسؤولي الجمارك وحماية الحدود لمدة أربع ساعات لعدم تعرفهم على بصماته.
وفي النهاية اطمأن المسؤولون إلى أنه لا يشكل تهديدا أمنيا وسمحوا له بدخول البلاد، وأبلغوه بأن يكون معه دائما خطاب من الطبيب المعالج موضحا به سبب حالته.
وآُشِيرإلى حادثة مشابهة منذ عامين تتعلق بمضيفة جوية عمرها 39 عاما تم تم احتجازها في مطار أميركي عدة ساعات، إلى أن أرسل طبيبها فاكسا يشرح حالتها بأنها تتعاطى الدواء المذكور لعلاج سرطان الثدي، مما أدى إلى محو بصمات أصابعها.
وأوضح أحد الباحثين في المجال أن أدوية أخرى كثيرة يمكن أن تسبب متلازمة اليد والقدم، لكن المعلومات شحيحة بشأن ما إذا كانت تؤدي إلى فقدان بصمة الأصبع.
وقال إن "متلازمة اليد والقدم أكثر شيوعا مع عقار كابيسيتابين (زيلودا) من معظم العقاقير الأخرى"، مضيفا أن ضياع بصمة الأصبع لها علاقة أيضا بطول مدة استعمال المريض للدواء الذي يسبب هذه المتلازمة. وقال إن على المرضى الذين يتناولون دواء "فايف.أف.يو" (عقار سرطان شائع) أن يحملوا معهم خطابا مصدقا بذلك عند السفر إلى الولايات المتحدة.
وتشير التقديرات إلى أن شخصا من كل خمسين في العالم ليس لهم بصمات أصابع.