نقلاً عن
نادي المال والاعمال - الجزائر: رفض وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله إصدار فتوى في قضية القروض الربوية التي تقدمها البنوك للشاب، داعيا المقبلين عليها لاختيار ما يناسب قناعاتهم بين تحريم التعامل بالربا وإجازتها، معتبرا أن القضية لازالت مسألة خلاف بين الفقهاء.
ودعا غلام الله أمس، على هامش توزيع 240 قرض حسن على الشباب البطالين بمقاطعات العاصمة، دعا الراغبين في الاستفادة من مختلف الصيغ التي تعرضها الدولة لمساعدة الشباب على الاستثمار، للعودة إلى الأساتذة والباحثين والفقهاء لاستنباط الأحكام الشرعية فيما تعلق بالفوائد الربوية، معتبرا أن المسألة لازالت محل "خلاف بين الفقهاء"، مشيرا إلى أن الوزارة لن تصدر فتوى رسمية بهذا الشأن.
وجنب غلام الله مصالحه تحمل مسؤولية إصدار فتوى في الموضوع، مؤكدا أن الوزارة لن تصدر فتوى رسمية تحلل فيها أو تحرم مسألة القروض التي أقرتها الحكومة لفائدة الشباب قصد إنشاء مشاريع مصغرة، رغم اللبس الذي يكتنف المسألة بين النصوص الشرعية من الكتاب والسنة التي تحرم التعامل القطعي بالفوائد الربوية، وبين قرارات الحكومة التي خفضت تلك الفوائد لـ1 بالمائة بالنسبة للمستفيدين، ما جعل بقاء هذه النسبة رغم ضآلتها، عائقا في وجه استفادة الشباب الذين يأبون التعامل بالربا من هذه التسهيلات.
وقد زاد من التباس الموقف على الشباب، تضارب فتاوى المجتهدين من الأئمة والأساتذة الجامعيين، بين من يحرم التعامل بالربا ولو بدينار ومن يجيزها للضرورة، في ظل غياب مصدر رسمي أو هيأة للفتوى تفصل في النوازل التي تطرأ على الأمة، وأرجع غلام الله، في رده على أسئلة الصحافة بشأن هذه القضية، أنها لازالت محل خلاف بين الفقهاء "هناك بعض الأئمة أفتوا بالجواز وهناك من يقول أن القروض ليس فيها استغلال، نحن لن نجزم في القضية وعلى صاحب القرض أن يختار".
من جهة أخرى دعا بو عبدالله غلام الله الشباب المستفيد من القروض الحسنة من ولاية الجزائر والمقدر عددهم بـ240 شاب "أن يتقوا الله وأن يحسنوا استعمالها فيما يرضي الله"، كما دعاهم إلى "الترويج لصندوق الزكاة وإقناع الممتنعين عنه بوضع ثقتهم في الصندوق وإيداع أموالهم مما سيفتح كل الأبواب للقضاء على البطالة وخلق مناصب شغل جديدة"، علما ان مجموع ما حصله صندوق الزكاة بلغ في حملته التاسعة بولاية الجزائر أكثر من 192 مليار دج، 50 بالمائة منها وجهت لزكاة القوت استفاد منها 18975 مستفيد بمبلغ فردي 5 آلاف دج للمستفيد الواحد، مقابل 37.5 بالمائة من تلك الأموال وزعت في شكل قروض حسنة على 240 مستفيد قيمة القرض الواحد 30 مليون سنتيم.