التنمية الاجتماعية
فى عهد الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز |
ؤسسة الملك عبدالله
لوالديه للإسكان التنموي
لا يعرف قيمة مثل هذه المؤسسة العملاقة إلا من حرم العيش في سكن يليق بآدميته, ولا يحس بها إلا من نال قسطاً من عطاء هذه المؤسسة الخيرية التي أنقذت عشرات الأسر التي كانت قاب قوسين أو أدنى من حافة الهاوية. فهذه المؤسسة وإنجازاتها تؤكد أحاسيس الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- الصادقة نحو شعبه وقربه منه وبذله كل ما في جهده لتحقيق الرفاهية والرخاء له, وليس أدل على ذلك من أن الملك عبدالله-حفظه الله- تبرع للمؤسسة ولصالح مشاريع الإسكان التنموي, بمبلغ ملياري ريال وهو أكبر تبرع في تاريخ العمل الخيري السعودي كله. ومعلوم أن توفير السكن الملائم للإنسان هو قيمة عليا في تفعيل قدرات هذا الإنسان, ليصبح من الفئات المنتجة والقادرة على تنمية محيطه المحلي.
وقد أنجزت المؤسسة العديد من المدن والوحدات السكنية في مختلف مناطق المملكة, هذا بالإضافة إلى العديد من البرامج التنموية المساندة لهذه المشروعات التي صممت خصيصاً لتناسب سكان كل مشروع ووفق احتياجاتهم العليا, التي تهدف إلى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة من أجل تسكين السكان الأشد حاجة في المجتمع ليصبحوا فئات منتجة.
قضايا المرأة المرأة السعودية مواطن من الدرجة الأولى لها حقوق وواجبات ومسؤولية, وعندما نتحدث عن التنمية الشاملة التي يمر بها بلدنا في جميع المجالات, فلا نستطيع أن نتجاهل الدور المنوط بالمرأة السعودية ولا مشاركتها في المسؤولية عن هذه التنمية.
كلمات ضافية أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- في حق المرأة السعودية عام (1999م), ونشرتها الصحف السعودية ويستشف من هذه الكلمات إدراك العاهل السعودي التام لدور المرأة في النهضة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية, وفق الضوابط الشرعية وعندما سألت مذيعة محطة (ABC) الأمريكية باربارا والتز الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- في الحوار الذي نشرته الصحف السعودية في حينه عن قضايا المرأة السعودية وحقوقها أجابها بقوله : أنا أؤمن بقوة بحقوق المرأة . أمي امرأة وأختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة. أعتقد بأنه سيأتي اليوم الذي ستقود فيه المرأة السيارة, في الحقيقة في بعض مناطق المملكة مثل الصحراء أو المناطق الريفية لا تجدون نساء يقدن السيارات. الأمر يحتاج لصبر مع مرور الوقت بأن ذلك سيكون ممكناً.لقد تشكلت المرأة في رؤية الملك عبدالله - حفظه الله- لتكون لبنة أساسية في البناء الاجتماعي, ولها دورها الفاعل الذي حظيت به من خلال قراراته الحكيمة, عندما كان ولياً للعهد.
ويمثل عهد الملك عبدالله-حفظه الله- منعطفاً هاماً في مسيرة المرأة السعودية. فقد أعطيت المرأة حقها في المشاركة في قضايا الوطن الكبرى جنباً إلى جنب مع الرجل في لقاءات الحوار الوطني. وقد فتح الملك عبدالله-حفظه الله- للمرأة المشاركة في الحوار الوطني الثاني الذي أقيم بنهاية عام 2003م, كما تم تخصيص الحوار الوطني الثالث بالمدينة المنورة في يونيو (2004م) لمناقشة قضايا المرأة السعودية تحت عنوان المرأة حقوقها وواجباتها . وحرص الملك على اللقاء بالنساء كما يلتقي بالرجال بعد انتهاء الجلسات. ولأول مرة في المملكة تجلس النساء في حضرة الملك, ويتحدثن بحرية ويعرضن رؤاهن ومطالبهن دون وصايا, حديث البنات لأبيهن. تقول الكاتبة الدكتورة حسناء القنيعير التي شاركت في الحوار الوطني كنت وبعض المشاركات قد أثرنا ندرة الوظائف الأكاديمية النسائية في الجامعات والكليات, وكيف أن نسبة الحاصلات على الدكتوراه تفوق بمراحل المعينات على درجة معيد, مما يعني إستمرار الإعتماد على التعاقد. واذكر أني قلت له, لقد ناقشنا هذا الأمر في الحوار فقال: هل وضعتموه ضمن التوصيات؟ فلما أجبت بنعم قال: حرفياً اتصلي بفيصل وقولي له يقول لك عبدالله – هكذا – ضع هذه التوصية في رأس التوصيات. وكم كنت سعيدة بذلك فاتصلت بالأستاذ فيصل بن معمر, لأبلغه الرسالة الكريمة. ولم تكد تمضي أشهر قليلة حتى رأينا ترجمة لإهتمام الملك بما أثرناه في مجلسه, تمثلت في طرح وظائف جديدة للمعيدات في الجامعات والكليات أكثر بكثير مما كان معتاداً في السنوات الماضية0
المرأة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- سجلت حضوراً في مبايعة الملك الذي استقبل عدداً من العاملات في التعليم وبايعنه مثلهن مثل الرجال, وذلك لم يأت من فراغ فالملك عبدالله-حفظه الله- اقتدى في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي بايعته النساء مع الرجال في بيعتي العقبة الأولى والثانية.
كما ظهر إهتمام الملك عبدالله-حفظه الله- بقضايا المرأة السعودية في حرصه على مشاركتها الوفود الرسمية التي تسافر إلى الخارج, سواء كانت وفوداً سياسية أم إقتصادية أم أكاديمية أم ثقافية. وخلال عام (2005م), وظف مجلس الشورى السعودي ست نساء سعوديات كمستشارات بدوام جزئي, وكان المجلس قد وظف ثلاث مستشارات في السنوات السابقة.
كذلك فتح الملك عبدالله-حفظه الله- المجال أمام تولي المرأة السعودية أدواراً سياسية قيادية, حين عقدت غرفة التجارة والصناعة في جدة إنتخاباتها التي شاركت فيها المرأة مرشحة وناخبة. فمن بين (71) مرشحاً كانت (17) منهن من النساء, وفازت اثنتان في الإنتخابات وأعتُبر ذلك انتصارا كبيرا للمرأة السعودية وقفزة حقيقية نحو نيل حقوقها في المجتمع, وبالإضافة إلى ذلك فقد فتحت وظائف مهنية جديدة أمام المرأة السعودية, ووضعت قوانين عمل جديدة لتعالج بصورة خاصة احتياجات النساء, وتحسين ظروف عملهن.
ومن أمثلة إهتمام الملك عبدالله-حفظه الله-, بقضايا المرأة وإعطائها حقوقها, أنه حين قام بجولته إلى الصين سبق ذلك بإرسال وفد من (20) مثقفاً إلى بكين, كانت غالبيته من النساء من مختلف المجالات والخبرات.
وفي ديسمبر عام2005م,تم إنتخاب نشوى طاهر ولاما السليمان لعضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة, الذي يضم (18) عضوا,ً كما فازت د. إيمان تونسي بمقعد في مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين.
وتبدو أهمية هذه الخطوات والقرارات التي جاءت في صالح المرأة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- إذا أخذنا في الاعتبار الفترة الزمنية القصيرة نسبياً التي تم فيها العديد من الإنجازات في مصلحة المرأة. فقبل عام (1959م), لم يكن يسمح للمرأة السعودية حتى الالتحاق بالمدرسة, أما اليوم فإن هناك نسبة أعلى من النساء السعوديات في الجامعات السعودية, طالبات وعضوات هيئة تدريس.
ولعلنا نختم هذه الفقرة بما جاء على لسان الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز, التي ترأس مجلس إدارة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية, حيث قالت في حوار مع جريدة الشرق الأوسط في (11) أكتوبر (2004م), معلقة على من يتهم المجتمع السعودي بمصادرة حقوق المرأة قالت: المرأة السعودية تواجه تحديات كبيرة لإثبات قدراتها وجدارتها في مجتمعنا, وهذا قاسم مشترك بين النساء عامة في جميع الدول, غير أن النسب تتفاوت بينها. وتابعت إذا تتبعنا ما وصلت إليه المرأة السعودية من مشاركة في تنمية المجتمع منذ بدء تعليم المرأة النظامي والذي بدأ قبل (50) عاماً, فلابد أن نعترف بأن المرأة حصلت على مكاسب أساسية مؤثرة خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار ثقافة المجتمع التقليدي المحتفظ.
|