قطاع الإتصالات والمعلومات في المملكة
ريادة إقليمية ومنافسة عالمية

لاشك إن النهج الشمولى لمسيرة و رؤى التنمية في المملكة إمتدت لأهمية تحديث قطاع الإتصالات كونه قطاعا إستراتيجيا وذا صلة بكافة القطاعات الإقتصادية والمجتمعية والحضارية, و قد حققت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفيين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز-حفظه الله – إنجازات هائلة للإرتقاء بمسيرة ذلك القطاع, وبالأخص من خلال تطوير البنية التحتية وأيضاً من خلال مؤشرات الإنفاق المرتفعة من أجل تحديثه, فضلاً عن المبادرات الأهم في ذلك الصدد, و هى تحرير قطاع الإتصالات بالمملكة من خلال تعزيز آليات المنافسة لتطوير خدماته والأرتقاء بنوعية الخدمة المقدمة للجمهور, ويمكن القول إن أهم التأثيرات الإيجابية تحققت مع النجاحات التى حققتها الشركات السعودية العاملة في قطاع الإتصالات وكذلك مع دخول مشغلين جدد سواء على صعيد تلبية الطلب المتنامي على خدمات ذلك القطاع داخل المملكة, أو حتى على صعيد الإستراتيجيات التوسعية فى دول العالم.

صفقات الإستحواذ
في دول العالم و قبل التطرق لأهم مؤشرات ذلك القطاع فإنه يمكن إستقراء العوامل الدافعة لتطوره و إزدهاره بالمملكة:
- تنامي مؤشرات و خطي التنمية و التعمير في كافة ربوع المملكة, وإستهداف تنمية مناطق جديدة
-إرتفاع معدلات النمو السكاني بالمملكة وبالتبعية زيادة الطلب على خدمات الإتصال.
- إرتفاع معدلات النمو الإقتصادي و إرتفاع مستويات المعيشة والدخول الفردية.
- تَبني حكومة المملكة للمزيد من الخطط الهادفة لجذب الإستثمارات.
- البنية التحتية المتطورة لقطاع الإتصالات والتى تم تشيدها خلال الأعوام الماضية.
- إرتفاع نسبة العمالة الأجنبية و الجاليات الوافدة بالمملكة.
– تبني منهجية تنافسية لتقديم خدمات شركات الإتصالات بالمملكة.

تطور خدمات الهاتف النقال
شهدت خدمات الهاتف النقال تطوراً و نمواً كبيرين بالمملكة على صعيد إرتفاع معدلات الإنتشار والتغطية و تنوع الخدمات والحفاظ على ميزة الإنخفاضات السعرية, و قد كان للمنافسة التى دُشنت بدخول مشغليين جدد لسوق الإتصالات بالمملكة الأثر الأكبر على زيادة نسبة إنتشار خدمات الهاتف الجوال, لحوالي (116 % ), وبما يعادل 28.4 مليون مشترك, وذلك في نهاية العام 2007م, مقارنة ب(12 % ) عن العام 2001 م, وبحجم مشتركيين 2.5 مشترك و بمتوسط نمو سنوي 46 %.
إيرادات قطاع الإتصالات
حققت إيرادات القطاع مؤشرات من النمو غير مسبوقة بفضل الدور الحيوي الذي تقوم به شركات الإتصالات في المملكة, وأيضاً مع إرتفاع الطلب على خدمات الإتصال حيث حقق القطاع إيرادات قاربت 43 مليار ريال العام 2007م, مقارنة ب 28 مليار ريال العام 2003م.

برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية
كانت المملكة سباقة لتبني أحدث مبادرات وإنجازات قطاع الإتصالات والمعلومات, و هو ما ساهم في السعي للإرتقاء بخطط الجهات الحكومية عبر تبني أساليب التقنية المعلوماتية, توفيراً للوقت و النفقات و سهولة إنجاز الأعمال الحكومية, وهو ما توج بإطلاق (برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية), والذي دُشن في ظل صدور الأمر السامي العام والذي تضمن أهمية تبني خطة لتقديم خدمات المعاملات الحكومية إلكترونياً, على إن من أهم أهداف ذلك البرنامج الأتي:
1. رفع إنتاجية و كفاءة القطاع العام.
2. تقديم خدمات أفضل للأفراد و قطاع الأعمال و بشكل ميسر.
3. زيادة العائدات الإستثمارية.
4. توفير المعلومات المطلوبة بدقة عالية و في الوقت المناسب .
إتصالات السعودية
إنجازات على الدرب
تُعتبر شركة الإتصالات السعودية المزود الوطني الأول لخدمات الإتصالات بالمملكة, حيث تقدم كافة خدمات الهاتف الثابت و الجوال و نقل البيانات عالية الجودة و توفير خدمات الإنترنت لكافة شرائح المجتمع, وتقدم الشركة خدماتها بشكل إحترافي يتساير مع التطورات والمعايير التى تتبناها شركات الإتصالات العالمية لنحو أربعة قطاعات بالمملكة, وهى: خدمات القطاع السكني, وخدمات قطاع الأفراد, وخدمات قطاع الأعمال, وخدمات قطاع النواقل والمشغلين.
و منذ بدايات تدشين الشركةالعام 1998م فقد إستطاعت أن تعمل وفقاً للمعايير التجارية مع الحفاظ على محددات الخدمة المتطورة, حيث تبنت الشركة برنامجاً ضخم لإعادة هيكلتها, حيث توج ذلك البرنامج بإعلانها كشركة مساهمة أواخر العام 2002م, حيث تم الإكتتاب في نحو 30 % من أسهمها, كما قامت الشركة في أغسطس من العام الجاري بتوزيع نحو 2 مليار ريال, على حسابات المساهمين كأرباح عن الربع الثاني من نفس العام 2008م, ليبلغ إجمالي ما وزعته الشركة نحو 4 مليارات ريال خلال النصف الأول عن نفس العام.
مؤشرات مالية
نتائج 2007م
توجت شركة الإتصالات بالمملكة نتائج أعمالها بتحقيق نتأئج قياسية على صعيد إيراداتها التشغيلية, والتى بلغت 34.458 مليون ريال, محققة أرتفاع قدره (6 %) مقارنة بالعام 2002م, وأيضاً بالإستمرار في إستحواذها على أكبر عدد من العملاء بنسبة نمو قُدرت عام2007 م, بما يوازى نحو 22 % مقارنة بالعام السابق 2006م0
حافظ الدخل الناجم عن العمليات التشغيلية على نفس المستوي, وقد إرتفعت المصروفات التشغيلية بنسبة 10.61 % مقارنة بالفترة نفسها من العام 2006م, ونتاجاً لتلك المؤشرات الإيجابية في مسيرة أعمال الشركة فقد إرتفعت حقوق المساهمين بنحو (5.04م) علاوة على نمو الأرباح الموزعة على المساهمين, ووفقاً لتقرير مالي أصدرته إحدى الشركات الكبري بالمنطقة, فقد أكد التقرير إن شركة الإتصالات السعودية لديها واحدة من أعلى مستويات الدفعات النقدية الحرة بين جميع شركات المنطقة.

صفقات الإستحواذ العالمية
أن أهم التطورات و الإنجازات التى حققتها شركة الإتصالات بالمملكة, هى قدرتها خوض غمار المنافسة العالمية وإستطاعتها بجدارة أن تستحوذ على قطعة من كعكة الإتصالات العالمية, و بالأخص على صعيد أسواق قطاع الإتصالات في منطقة الخليج وشرق أسيا, حيث نجحت الشركة في الإستحواذ على ما نحوه 25% من شركة الإتصالات المتكاملة و التى تباشر نشاطها في أسواق ماليزيا والهند, وتملكها أيضاً لحصة مباشرة قدرها51 % من شركة الإتصالات المتنقلة بإندونسيا, كما فازت الشركة بحصة قدرت بنحو 26 % من رخصة الإتصالات الثالثة المتنقلة بدولة الكويت الشقيقة.

محددات المسئولية الإجتماعية لشركة إتصالات
أن الدور الريادي الذي تقوم به شركة الإتصالات السعودية يتعدي بكثير مساهمتها في الإرتقاء بمسيرة التنمية الإقتصادية بالمملكة, ويتعدي ولاشك لغة الأرقام إذ بلغت مساهمة الشركة في الناتج المحلي الوطني للمملكة منذ العام 2000م حتى 2007م, نحو أكثر من 73 مليار ريال, للقيام بالعديد من المبادرات الرائدة على صعيد المسئولية الإجتماعية إنطلاقاً من السياسة الحكيمة لحكومة المملكة, وبأهمية تفعيل خطى المشاركة الإجتماعية و تبوء القطاع الخاص و كافة مؤسسات المجتمع للعديد من الإسهامات على صعيد التنمية الإنسانية و الإجتماعية, فقد قامت الشركة بتَبني وطرح برنامجيين, أولهما برنامج الوفاء الصحي حيث قامت الشركة بتشييد نحو 22 مركزاً صحياً في كافة ربوع المملكة, مع رفدها بكافة التجهيزات.

أما البرنامج الثاني
( برنامج الوفاء) تَبني نحو 130 شاباً و شابة من ذوي الإحتياجات الخاصة و تأهيلهم مهنياً و حرفياً, فضلا ً عن عشرات المبادرات التى قامت بها الشركة على الصعيدين المجتمعى و الإنسانى.

خدمات الهاتف الثابت
قُدر عدد خطوط الهاتف الأرضي (الثابت بالمملكة حوالي 4 ملايين خط, أى بمعدل هاتف واحد منزلى لكل أسرة, قد تتكون من 5-7 أشخاص.

خدمات الأنترنت
نظراً للتسارع في خدمات إنتشار الشبكة الدولية لخدمات الإنترنت على الصعيد العالمي, ونظراً للإهتمام الفائق من قبل حكومة المملكة بأهمية مسايرة التطورات التقنية العالمية, فقد إزداد عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة لنحو 4.5 مليون مستخدم بنهاية 2007 م, مقارنة بمليون مستخدم العام 2001م, وبنسبة إنتشار 22 % من السكان, و بمتوسط نمو سنوي يبلغ 32 %.