قطاع السياحة في المملكة ..
قبلة السياحة الدينية في العالم

حقق القطاع السياحي في المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- إنجازات و طفرات هائلة, و بالأخص أن المملكة قد حباها الله بأقدس بقعة في الكون و هى الكعبة المشرفة, موئل الحجيج و قبلة مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض و مغاربها, تهوي إليها أفئدتهم لتأدية مناسك الحج والعمرة, وهو ماجعل المملكة قبلة السياحة الدينية في العالم أجمع, ومع إزدهار خطي و مؤشرات السياحة الدينية في كافة ربوع المملكة, فلا يمكن إغفال أن التوافر اللامحدود للمقومات السياحية الأخرى بالمملكة, و بالأخص من جهة إتساع مساحتها والتي تعادل أربع أضعاف مساحة دولة فرنسا, و هو ما يعني تنوع وثراء مواردها الطبيعية و أختلاف التضاريس و التباين في مناخها, و أيضاً مقومات ثرائها الحضاري والتاريخى, فضلا عن أن المملكة تتمتع بوجهات بحرية متسعة سواء على البحر الأحمر بطول شواطي تبلغ 1.800 كم, أو على الخليج العربي وبطول شواطئ 700 كم, و قد دشنت إستراتيجية تطوير القطاع السياحي بالمملكة إنطلاقا من تلك المقومات, من خلال تطوير كافة أطياف السياحة الدينية والطبيعية و التراثية و التاريخية, وسياحة الرياضات البحرية كسياحة الغوص وركوب الأمواج و السياحة الترفيهية و سياحة الإستجمام. و على صعيد السياحة الدينية و التى تتأتي على صدارة القطاعات السياحية المختلفة, و فضلاً عن الجهود الدؤوبة التى تقوم بها حكومة المملكة للتيسير على الحجيج الذين يفدون للملكة, و تقديم كافة التسهيلات فقد جاء قرار خادم الحرمين الشريفيين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - بإتمام التوسعة الثالثة للحرم المكي, فضلاً عن السماح للمعتمرين بالتنقل في كافة ربوع المملكة بعد تأديتهم مناسك العمرة للإطلاع على مختلف المناطق التراثية والدينية التي تزخر بها المملكة.

ترافقت جهود تطوير قطاع السياحة مع بداية مرحلة جديدة من تطوير مسيرة ذلك القطاع والإستفادة من المقومات المتوفرة بالمملكة, من خلال إنشاء الهيئة العليا للسياحة بدء من العام 1421هـ, و هو الأمر الذي إنعكس إيجابا على تحقيق إنجازات هائلة, وخطي تحديثية لمسيرة القطاع السياحى بالمملكة.
وفي إطار الإستراتيجية العامة للتنمية السياحية الوطنية, فقد تم تحقيق الإنجازات التالية :
• تشكيل مجالس التنميةالسياحية والأجهزة التنفيذية للسياحة في المناطق.
•الشروع في تطوير الوجهات والبقاع السياحية الحديثة
• تنمية القري والمواقع التراثية.
• توطين الوظائف السياحية.
• تنظيم المهرجانات ودعم الفاعليات السياحية, بتبني آليات الشراكة وتوسيع نطاقها مع الجهات ذات العلاقة.
كما أن هناك العديد من التوجهات والمشاريع التنظيمية والتطويرية, والتى ستقوم بتنفيذها الهيئة خلال الفترة المقبلة لعل أهمها :
• صدور تنظيم الهيئة العليا للسياحة و الأثار.
• إستصدار النظام السياحي.
• الموافقة على برنامج تمويل التنمية السياحية الوطنية.
• تطوير وجهات سياحية جديدة.
• إقرار نظام الأثار و المتاحف الجديدة.

السياحة العالمية
أن إستراتيجية تطوير القطاع السياحي في المملكة دشنت, و أهمية مسايرة التطورات المتسارعة على ساحة قطاع السياحة العالمية, وذلك بالنظر لبعض الإعتبارات التى أهمها, تصدر ذلك القطاع للمرتبة الأولى على صعيد القطاعات الاقتصادية في العديد من دول العالم, و زيادة مساهمته في الدخل القومي و تحقيقه لقيم مضافة مرتفعة. ووفقاً لاحصائيات منظمة السياحة العالمية و مجلس السفر العالمي, فإن القطاع السياحي يعتبر أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً وبمعدلات نمو سنوية قدرت بنحو (4.21%), كما أن ذلك القطاع تبلغ مساهمته في الدول ذات المقومات السياحية بنحو 11 % من أجمالي الناتج المحلي, مع إستأثره لنسبة (8.7%) من إجمالي العمالة في تلك الدول, و أيضاً مساهمته بما يناهز (11.8%) من نسبةالعمالة المواطنة في تلك الدول.
أن قراءة تحليلية سريعة لتلك الإحصائيات, التى حققها القطاع السياحى فى العديد من دول العالم تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك, بأن جهود تطوير القطاع السياحى بالمملكة وزيادة فاعلياته وجدواه الاقتصادية, تسايرت مع تلك المعطيات وإنطلاقاً من التراث الزاخر ومراعاة قيم وتقاليد و مكتسبات المملكة.

تحقيق عوائد اقتصادية
وفقاً لقياس قامت به الهيئة العليا للسياحة , فإن كافة شرائح المجتمع حققت إستفادة مرتفعة من جراء الطفرة التى حققها القطاع السياحى بالمملكة, وفضلاً عن ذلك فإن القطاع السياحي ساهم في تخفيض معدلات البطالة, و خلق فرص عمل لأبناء المملكة, و تعزيز دور القطاعات الخدمية, و إزدهار قطاعات النقل والتجارة و القطاعات الأقتصادية الأخرى.

مهرجان الجنادرية
يعتبر مهرجان الجنادرية ركيزة أساسية لإزدهار وإنتعاش السياحة التراثية في المملكة, و ذلك بفضل الدعم اللامتناهي والرعاية الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز –حفظه الله-, وذلك لكونه ساهم فى إعطاء صورة صادقة عبر دوارته الإثنتين والعشرين عن الرواج والثراء الحضاري, و مخزون العادات والتقاليد التاريخية للمملكة, ويعتبر الجنادرية أكبر مهرجان تراثى في المملكة والمنطقة, و من أكبر المهرجانات في العالم, حيث يفد لزيارته نحو مليونين زائر, كما أن هناك مهرجان أبها الصيفي الذي تمتد فعالياته على مدار شهرين, وكذلك مهرجان جدة.

مواقع تراثية وثقافية
و فقاً للإحصائيات الرسمية فيوجد في المملكة نحو (6000 موقع تراثي و ثقافي حيث تم تصنيفها وتسجيلها بهدفت الحفاظ عليها, وإتاحة الفرصة لمشاهدتها والإطلاع على معالمها.
(إزدهار السياحة العلاجية) بفضل التطورات و الجهود الهائلة التى قامت بها حكومة المملكة, على صعيد تطوير مؤسسات القطاع الطبي, و هو الأمر الذي تُرجم وعلى حسب أحصائيات منظمة الصحة العالمية, لتبوء المملكة مكانة ريادية على صعيد الدول المتقدمة في العالم في مجال الخدمات الصحية, و بما ساهم في أزدهار السياحة العلاجية حيث يتوافد على المؤسسات الطبية بالمملكة العديد من محتاجي الرعاية الطبية والعمليات المعقدة من مختلف دول العالم, ويوجد بالمملكة نحو300 مستشفي, يقدم خدمات طبية متطورة و أكثر من 3500 مركز طبي.

السياحة التسويقية
حققت السياحةالتسويقية في المملكة طفرات هائلة إرتباطاً بالتنوع في قطاعات السياحة الأخري, كالسياحة الدينية و العلاجية والتراثية و غيرها, مما ساهم في إزدهار أسواق المملكة, و بالأخص مع تشييد مراكز تسوق تضاهي مثيلاتها العالمية, و كذلك الإنفتاح الإقتصادي للمملكة على دول العالم, وإزدهار الصناعات و المنتجات الوطنية.

معدلات و أرقام
وفقاً للأحصائيات الصادرة عن هيئة السياحة فقد بلغت عائدات القطاع السياحي بالمملكة 15 مليار دولار, 56.25 مليار ريال, كما تنامت أعداد المهرجانات العام 2005 لتبلغ 22 مهرجان العام 2005 مقارنة ب 12 مهرجان العام 2004 و بنسبة نمو (67%), فيما قدرت عدد الرحلات السياحية الداخلية بالمملكة ب 33.8 مليون رحلة, تضمنت207.5 مليون ليلة سياحية بقيمة أنفاق 34.6مليار ريال.

نمو السياحة الوافدة
أما فيما يتعلق بالسياحة الوافدة من خارج المملكة فقد قدرت بنحو 7.9 مليون رحلة, تضمن على ما يعادل 3.99 مليون ليلة, وبقيمة أنفاق 21.3 مليار ريال.
و لا شك في نهاية المطاف إن كل تلك المؤشرات الإيجابية تؤكد الدور الأيجابى لهيئةالسياحة في المملكة, و هو ما يساهم في ظل جهود الهيئة الحثيثة للترويج للمملكة كأرقى وجهة سياحية في العالم.